تأكدت الآن، وبعد لقاء قناة العربية عبر البرنامج الجماهيري \"في المرمى\" الذي يعده ويقدمه اللامع والمتألق، بتال القوس، مع الأمير خالد بن فهد، عضو شرف نادي الاتحاد، ورئيس المجلس الشرفي السابق، أن حكاية الاتحاد و\"سرّ\" هذا النادي، و\"روشتة\" علاجه لا يملكها غير هذا الأمير. تعجبت كثيرا، وأنا استمع لرأي الأمير خالد بن فهد، وتعليقاته على أوضاع ناديه، ورؤيته لقادم أيامه، كيف فرّط الاتحاديون في شخصية رياضية تحمل هذا الفكر، وهذا الدهاء، وهذه الفلسفة الإدارية، ومن الذي تسبب في \"زعل الأمير\"، ورحيله عن النادي، حتى وصل به الأمر إلى عدم رغبته في تجديد عضويته الشرفية حتى الآن. إن مثل الأمير خالد بن فهد، ليس مطلوب منه تجديد عضويته الشرفية، على اعتبار أنه \"كبير الاتحاديين\"، مع الاحترام لكل الشخصيات الاتحادية الأخرى، وأن بطاقة العضوية إذا كانت ملزمة لشخصية مثل الأمير خالد، حتى تحمل الصفة الرسمية فقط، فيجب أن تقدم له، لا أن يبحث عنها بنفسه. لقد وضع الأمير خالد بن فهد يده على الجراح الاتحادية، وكأني به يستعير لدقائق من \"دكتور الاتحاد\" ورئيسه الحالي خالد المرزوقي مهنته الطبية، ليشخص حال عميد الأندية السعودية، ويصرف العلاج الفوري، وهو تشخيص في رأيي لن يستطيع أحد مهما كانت قدرته الطبية والفكرية التوصل إليه. أقولها بصدق، إذا أرادت إدارة الاتحاد الحالية \"المنتخبة\" الاستمرار والنجاح، والخروج من هذه الدائرة، وهذا التردد الذي تعيشه، وهذه المشاكل التي تواجهها، والتي ليس لها حصر، فعليها أن تتجه فورا للأمير خالد بن فهد، وستجد عنده الحلول التي ستخرجها من النفق الذي وضعت نفسها فيه أو فرض عليها. لنكن واقعيين ومنطقيين، وننظر للأمور من زواياها الصحيحة والمباشرة، فالمال مهم للأندية، إنما وجود مال دون فكر ورؤية واضحة، وقوة مساندة لن يجلب للنادي أي ناد غير صداع مستمر، في ظل \"نفوذ اللاعبين\"، وعدم قدرة بعض الإدارات على السيطرة عليهم ربما لضعف، أو خوف من مواجهة جمهور النادي. في تقديري أن كل ما ذكره الأمير خالد بن فهد، هو رسائل مباشرة وواضحة، وإن بدت قوية، لكن الأمير كان رائعا في إجاباته على أسئلة \"بتال\"، فلم يكن انفعاليا، ولم يكن مجاملا، واستطاع أن يقول رأيه بكل صراحة، وهو رأي غالبية الاتحاديين الغيورين على ناديهم، ونصح بأدب جم رئيس النادي بترك كرسي الرئاسة بنهاية الموسم، إذا وجد نفسه غير قادر على إدارة النادي. ولأن البرنامج كان في المرمى، فقد دحرج الأمير خالد بن فهد بذكاء كرة بتال هذه المرة إلى مرمى الدكتور خالد المرزوقي، وأعتقد أن بتال قد لا يفوت هذه الفرصة الذهبية، فقد نرى الدكتور خالد على شاشة العربية في الأيام المقبلة، لنرى إلى أين يسدد كرته، إلى داخل المرمى، أم إلى خارجه؟. سأقلب صفحة الاتحاد، وأتحول إلى نادي النصر، وهناك سارت الأمور طبيعية جدا في السباق إلى رئاسة النادي، وكما كان متوقعا لم يتواجد في الموعد غير رئيس النادي الحالي \"المكلف\"، الأمير فيصل بن تركي، فهذا الرئيس كان يبحث عنه النصر بعد رحيل الرمز الأمير عبدالرحمن بن سعود. تابعوا النصر الآن على المستوى التنظيمي والإداري، وتابعوه على مستوى الفريق الأول، وتوقفوا عند لغة الخطاب النصراوية الحالية، وعندها ستكتشفون أن إدارة الأمير فيصل بن تركي صنعت الفرق، وقدمت النصر الجديد الذي طال انتظاره، والذي باتت عودته إلى منصات التتويج للبطولات الفارهة قريبة جدا. لكن، هل يؤكد فريق النصر اليوم أن بداية الإجازة النصفية مرتبطة ببداية عودته الحقيقية عندما يلتقي شقيقه الهلال في مباراة \"الوزن الثقيل\" للدور ربع النهائي لمسابقة كأس ولي العهد، أم يعلن الهلال ومدربه الكبير جيريتس أن عودة النصر لم تحن بعد، وأن على النصراويين أن ينتظروا بعض الوقت؟ كل ذلك سنتعرف عليه هذا المساء.