أكدت مصادر سورية مطلعة ل «الحياة» امس، أن «لقاء تشاورياً» سيُعقد في الأيام المقبلة يضم نحو مئة شخصية من «الأطياف الوطنية»، من معارضين ومستقلين وممثلي عدد من احزاب «الجبهة الوطنية التقدمية»، التي تضم الاحزاب السياسية المرخصة، لترتيب عقد مؤتمر وطني في اقرب وقت ممكن وبعد اكتمال الترتيبات. وكانت «هيئة الحوار الوطني»، التي شكلها الرئيس بشار الاسد الاسبوع الماضي، عقدت في الايام الماضية سلسلة من اللقاءات برئاسة رئيسها، نائب الرئيس فاروق الشرع، وحضور اعضائها، عضوي القيادة القطرية لحزب «البعث» الدكتور هيثم سطايحي وياسر حورية، وممثلي «الجبهة الوطنية» صفوان القدسي وحنين نمر، والخبيرين الاقتصادي منير الحمش والقانوني ابراهيم الدراجي، والكاتب وليد إخلاصي، إضافة الى عبد الله الخاني، الذي شغل مناصب دبلوماسية وقانونية وبروتوكولية عدة في العقود السابقة. وتناول المجتمعون في لقاءات مكثفة في الايام الماضية، أُسُسَ الحوار الوطني وآلياته وبرنامجه الزمني. وأكدت المصادر المطلعة، ان الحوار سيكون «مفتوحاً للجميع، ولن يستثني أحداً، وأن كل من يقبل بالحوار سنتحاور معه، وذلك على اساس صيانة النسيج الوطني والوحدة الوطنية»، اضافة الى بناء مجتمع ديمقراطي تعددي، مع تأكيد ان يقوم المؤتمر على قاعدة وطنية تعكس الموقف المبدئي من الصراع العربي-الاسرائيلي. وقالت المصادر: «ليس هناك اعتراض على أحد، شرط ألاّ يكون مرتبطاً بأجندة خارجية». ويُتوقع أن يبدأ اللقاء التشاوري بجلسة مفتوحة يتحدث فيها الشرع رئيس «هيئة الحوار» وآخرون، وجدولِ اعمال كامل، مع احتمال ان يستمر يومين، بحيث يتناول المتحاورون الاصلاح السياسي والاقتصادي الجاري في البلاد في ضوء القرارات والمراسيم التي أصدرها الرئيس الاسد في الفترة الاخيرة، وتشكيل لجان عدة لصوغ قوانين للأحزاب السياسية والاعلام والانتخابات والادارة المحلية. وفي هذا المجال، أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين امس، أن سورية «المصمِّمة على مواصلة مهام الاصلاح بقيادة الرئيس الأسد، تؤكد عدمَ سماحها لأي تدخل خارجي في هذا الشأن، والاصلاحُ الذي تسعى لتحقيقه هو تلبية لإرادة الشعب السوري، وبمعزل تام عن تقييمات ومواقف خارجية لا مكان لها في شؤوننا الداخلية». وكان المصدر دانَ تصريحات وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه الاخيرة إزاء «شرعية» نظام الحكم في سورية. وأفاد البيان ان سورية «تدين في شدة تصريح جوبيه، الذي ادعى لنفسه الحق في توزيع شرعية قيادات الدول أو سحبها، وترى في هذا التصريح عودة لمناخات عصر الاستعمار القديم ومندوبيه السامين، والذي ولّى منذ زمن ولا عودة له».