أُعلنت في مصر مساء أمس النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية بفوز وزير الدفاع السابق عبدالفتاح السيسي بنحو 94 في المئة من الأصوات، فيما علمت «الحياة» أن السيسي سيؤدي اليمين الأحد المقبل قبل أن يتسلم الرئاسة من سلفه الرئيس الموقت عدلي منصور في احتفال يقام بعدها في القصر الرئاسي ويحضره مبعوثون دوليون وكبار أركان الدولة وشخصيات سياسية. وكشف مسؤول ل «الحياة» تفاصيل مراسم تنصيب السيسي، موضحاً أن الرئيس المنتخب سيؤدي اليمين القانونية رئيساً لمصر صباح الأحد المقبل داخل مقر المحكمة الدستورية، أمام رئيس المحكمة بالإنابة القاضي أنور العاصي والجمعية العمومية للمحكمة وفي حضور الرئيس الموقت. وأشار إلى إلى أن «برنامج اليوم سيبدأ بإقامة احتفال داخل صالون المحكمة يتضمن استقبال العاصي للرئيس الموقت عقب وصوله إلى المحكمة، يليه وصول السيسي، على أن يلتقي منصور والسيسي في الصالون، ثم يرتدي أعضاء هيئة المحكمة زيهم ليدخل الجميع قاعة الاحتفالات لأداء اليمين». وأشار إلى أن المراسم ستسبقها كلمات لكل من رئيس المكتب الفني للمحكمة القاضي ماهر سامي، الذي سيدعو العاصي إلى إلقاء كلمة نيابة عن هيئة المحكمة الدستورية ثم يدعو الرئيس الجديد إلى أداء اليمين، على أن يعقب ذلك تقديم أعضاء المحكمة التهنئة للسيسي ثم الخروج إلى صالون المحكمة للجلوس. وأضاف أن «احتفالاً آخر سيقام في القصر الرئاسي مساء اليوم نفسه لتسليم وتسلم الرئاسة بحضور هيئة المحكمة الدستورية وضيوف دوليين، إضافة إلى كبار أركان الدولة والقيادات الحزبية والسياسية». ولفت إلى أن الرئيس الموقت أبدى رغبته في العودة إلى عمله رئيساً للمحكمة الدستورية عقب تسليمه البلاد إلى الرئيس الجديد. وكانت لجنة الانتخابات الرئاسية أعلنت مساء أمس رسمياً فوز السيسي في الانتخابات التي أجريت الأسبوع الماضي. وشهدت ميادين رئيسة، لا سيما ميدان التحرير ومحيط قصر الاتحادية الرئاسي احتفالات لمؤيدي السيسي. وكانت وزارة الداخلية استنفرت صباح أمس، وأغلقت ميدان التحرير استعداداً للاحتفالات، كما عززت من وجودها في الميادين الرئيسة وعند مداخل القاهرة. ودعت حركة تسمى «الدفاع عن الجمهورية» المصريين إلى «احتفالات فنية شعبية بتنصيب السيسي» قررت لها بعد غد (الخميس) أمام قصر الاتحادية الرئاسي بحضور عدد من المطربين والفنانين. إلى ذلك، أكد وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، أن «الشعب المصري بكل طوائفه اثبت للعالم في الانتخابات الرئاسية أن مصر مهما واجهت من تحديات وصعوبات ستظل كتلة صلبة لا تنكسر أو تتجزأ بل تزيدها المصاعب قوة وإصراراً على المضي قدماً نحو المستقبل». وقال إن «الانتخابات الرئاسية رسمت صورة مبهرة للعالم أجمع وأظهرت الوجه الحضاري والمشرف للشعب المصري العظيم الذي أكد أنه جدير باحترام وتقدير الجميع». وأشاد خلال كلمته في ندوة أمس داخل أحد فنادق الجيش حضرها وزير الداخلية محمد إبراهيم، برجال الشرطة والجيش «الذين لم يدخروا جهداً في تأمين المواطنين وبث الشعور بالأمن والأمان للشعب الذي طالما وقف خلف جيشه وشرطته. وعدوا فأوفوا وكانوا كعادتهم عند حسن ظن شعبهم بهم واصطف الشعب خلف رجاله من الجيش والشرطة في ملحمة وطنية تحت مظلة القضاء الشامخ نقل صورتها الإعلام الحر بكل موضوعية وأمانة». واعتبر أن «الرجال والنساء والشيوخ والشباب أثبتوا وهم يدلون بأصواتهم وسط أجواء من الفرحة يملأها الأمل باختيار رئيسهم وبناء مستقبل أفضل للمصريين وأبنائهم، أن مصر مهما واجهت من تحديات وصعوبات ستظل كتلة صلبة لا تنكسر أو تتجزأ، بل تزيدها المصاعب قوة وإصراراً على المضي قدماً نحو المستقبل». ورأى أن التاريخ «سيسجل بحروف من نور ما قام به رجال الشرطة والجيش في حماية حق الشعب المصري في التعبير عن رأيه بحرية وأمان، فخرج المصريون بالملايين بلا خوف أو تردد لتلبية نداء الوطن واختيار قائد لمصر ليقود سفينة الوطن إلى بر الأمان». من جهة أخرى، استدعت أمس وزارة الخارجية القائم بالأعمال التركي في القاهرة للإعراب عن استيائها من التصريحات التي أدلى بها بعض المسؤولين الأتراك عن الانتخابات الرئاسية المصرية. وكانت وكالة الأناضول نشرت تصريحاً لنائب رئيس الوزراء التركي أمر الله إيشلر، هاجم فيه الانتخابات ووصفها بأنها «كوميديا»، معرباً عن تشاؤمه إزاء مستقبل مصر. وقالت الخارجية في بيان إن نائب مساعد الوزير نقلت إلى القائم بالأعمال التركي أن «هذه التصريحات تعبر عن عدم إلمام أو تغافل متعمد لسير العملية الانتخابية التي اتسمت بالنزاهة والشفافية وجرت وسط اهتمام المجتمع الدولي ومتابعة منظمات دولية وإقليمية ومحلية». ونقل البيان قول نائب مساعد الوزير خلال اللقاء: «كان يمكن لنا أن نتناول بالكثير من النقد نتائج الانتخابات المحلية التي جرت في تركيا في آذار (مارس) الماضي، فضلاً عما صاحب هذه الانتخابات من اتهامات بالتزوير، خصوصاً في أنقرة، وما نتج عنها من احتشاد آلاف الأتراك أمام المجلس الأعلى للانتخابات احتجاجاً على نتائجها، إلا أننا لم نقم بذلك لقناعتنا بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وكنا نتوقع من الجانب التركي فهم الموقف واحترام اختيارات الشعب المصري».