وسط احتياطات وتعزيزات أمنية مشددة، تحسباً لأية أعمال إرهابية من قبل جماعة الإخوان وعناصرها التكفيرية، أعلنت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، رسمياً، المشير عبد الفتاح السيسي، رئيساً منتخباً لمصر. فيما تشهد البلاد حالة تأهب قصوى؛ استعداداً لمراسم تنصيب الرئيس، بعد الكشف أمس، عن خطة إرهابية لاغتيال الرئيس الجديد قبيل أداء اليمين. وأعلن الأمين العام للجنة، المستشار عبد العزيز سالمان، في مؤتمر صحفي عالمي، مساء أمس، بمقر الهيئة العامة للاستعلامات، فوز السيسي بأغلبية كاسحة. وعقب إعلان النتيجة رسمياً، بدأت قوات الحرس الجمهوري، على الفور، باستلام مهمة تأمين الرئيس المنتخب وأسرته، فيما سبق أيضاً فحص قاعة الاحتفال مرتين خلال الأيام الماضية، كما أعلن عن توجيه العديد من الدعوات لقادة وزعماء عرب وأجانب لحضور مراسم الاحتفال، التي قيل في القاهرة، إنها ربما تكون السبت أو الأحد المقبلين. وبينما علمت (اليوم) أنه لم تتم دعوة قطروتركيا للحضور، أشارت أنباء إلى أنه تم دعوة المرشح الخاسر حمدين صباحي لحضور الحفل أيضاً. مخطط اغتيال من جهتها، تشهد القاهرة والمدن الرئيسية بالبلاد، حالة تأهب قصوى، من قبل عناصر الجيش والشرطة، استعداداً لمراسم تنصيب الرئيس المنتخب في غضون أيام، خاصة بعد الكشف أمس، عن خطة إرهابية من قبل جماعة الإخوان والعناصر التكفيرية، لاغتيال الرئيس الجديد قبيل أداء اليمين. ووفق ما نشرته بعض وسائل الإعلام المصرية الثلاثاء، فإن جهة سيادية، كشفت عن معلومات استخبارية وأمنية، تفيد بقيام عناصر إرهابية بالتخطيط لاغتيال المشير لدى توجهه لمقر المحكمة الدستورية، وأضافت: إنها أوصت بنقل هيئة المحكمة بالكامل لإحدى المقار السيادية، إلا أنه تم رفض ذلك. بذات السياق، كلف النائب العام هشام بركات، النيابة العامة، بالتحقيق في واقعة قيام مجموعة إرهابية بالتخطيط لاستهداف المحكمة الدستورية العليا خلال فترة الانتخابات ورصد قائمة بأعضائها على قوائم الاغتيالات. وأشارت الأنباء إلى أن قوات الأمن القت القبض على عدد من الإرهابيين بحوزتهم صور ومنشورات ومواد تستخدم في صناعة القنابل أثناء تظاهرات الجماعة الإرهابية. استنفار وتأهب ميدانياً، أغلق الأمن المصري ميدان التحرير منذ ظهر أمس؛ لتأمين الاحتفالات المتوقعة به، عقب الإعلان الرسمي لنتيجة الانتخابات، وكذا كل الطرق المؤدية إلى مقر المحكمة الدستورية العليا على كورنيش النيل بحي المعادي، المقرر أداء اليمين القانونية أمام جمعيتها العامة.. فيما دفع الجيش بقوات من المجموعة 777 المدربة على مكافحة الإرهاب وكذلك قوات من المنطقة المركزية العسكرية والشرطة العسكرية لفرض سيطرة أمنية تامة في محيط المحكمة. وأعلنت الداخلية المصرية حالة الاستنفار القصوى بالبلاد، خصوصاً القاهرة والجيزة، حتى موعد تنصيب الرئيس الجديد. مهددة ب"مواجهة أية محاولات لإفساد الاحتفالات بكل قوة وحسم". وأكد المتحدث الإعلامي للوزارة اللواء هاني عبداللطيف، أن الأجهزة الأمنية على مستوى كافة المحافظات قامت بنشر قواتها بمداخل ومخارج الميادين العامة والرئيسية وتمشيط محيطها وتأمين كافة مداخلها ومخارجها وتعيين العناصر الأمنية ونشر الكمائن الثابتة والمتحركة وقوات التدخل السريع وخدمات ملاحظة الحالة على كافة المحاور والطرق الرئيسية. وأضاف: إن الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة قامت بوضع بوابات إلكترونية على كافة مداخل ميدان التحرير وتعيين خدمات ملاحظة حالة على كافة محاوره والطرق المؤدية إليه. وفي السياق، كشف مدير إدارة المفرقعات بالقاهرة، اللواء علاء عبد الظاهر، أن خبراء المفرقعات مشطوا جميع الميادين والمناطق التي تشهد احتفالات المواطنين بفوز "المشير" بالرئاسة، وأضاف في تصريحات صحفية، أمس: إن خبراء المفرقعات قاموا منذ الساعات الأولى لصباح الثلاثاء بتمشيط المناطق التي يشتبه زرع عبوات ناسفة بها، وعلى رأسها ميدان التحرير، ورابعة، ومحيط قصر الاتحادية، موضحا أن خبراء المفرقعات مستمرون في تمشيط الميادين حتى انتهاء احتفالات المواطنين. أزمة مع تركيا سياسياً، وفي مزيد من التدهور بين البلدين، استدعت الخارجية المصرية، أمس، القائم بالأعمال التركي بالقاهرة إلى مقر الوزارة للإعراب عن استياء القاهرة من التصريحات التي أدلي بها بعض المسؤولين الأتراك حول الانتخابات الرئاسية المصرية. وصرح المتحدث باسم الوزارة السفير بدر عبد العاطي أنه بناء على تعليمات من وزير الخارجية نبيل فهمي، قامت نائب مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون دول شرق وجنوب أوروبا باستدعاء القائم بالأعمال التركي، حيث نقلت له أن هذه التصريحات تعبر عن عدم إلمام أو تغافل متعمد لسير العملية الانتخابية والتي اتسمت بالنزاهة والشفافية، وجرت وسط اهتمام المجتمع الدولي ومتابعة منظمات دولية وإقليمية ومحلية. وأوضح عبد العاطي، أن نائب مساعد الوزير أوضحت أيضاً أنه كان يمكن لنا أن نتناول بالكثير من النقد نتائج الانتخابات المحلية التي جرت في تركيا في مارس الماضي والأجواء السياسية المحيطة بها، فضلاً عما صاحب هذه الانتخابات من اتهامات بالتزوير وبالأخص في أنقرة، وما نتج عنها من احتشاد الآلاف من الأتراك أمام المجلس الأعلى للانتخابات احتجاجاً على نتائج الانتخابات التي هيمن عليها الحزب الحاكم، إلا أننا لم نقم بذلك لقناعتنا بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وهو الموقف الذي كنا نتوقع من الجانب التركي فهمه والالتزام به واحترام اختيارات الشعب المصري. زيارة مرتقبة إلى ذلك، كشفت مصادر بالقاهرة، عن زيارة مرتقبة لوفد من حكومة الوفاق الفلسطينية -التي أعلنت الاثنين- للقاهرة، للقاء الرئيس السيسي فور تنصيبه رئيسًا للبلاد. لتكون أول زيارة لوفد عربي بعد انتخابه. وتوقع المحلل السياسي المتخصص في الصراع العربي الإسرائيلي، الدكتور منصور عبد الوهاب، أن تكون هناك إمكانية كبيرة لعودة اتفاقية المعابر الموقعة عام 2005 في ظل حكم السيسي.