أعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية في مصر، مساء الثلاثاء رسميا، فوز قائد الجيش السابق المشير عبد الفتاح السيسي برئاسة الجمهورية بنسبة 96.91 في المئة من الاصوات. وقال رئيس اللجنة المستشار أنور العاصي في بيان متلفز إن السيسي حصل على 23 مليون صوت و870 الف و104 صوت بنسبة 91ر96 % فيما حصل منافسه حمدين صباحي على 757 الف و511 صوت بنسبة 09ر3 %. وبلغت نسبة الاقبال على التصويت حوالي 47 في المئة. ودوت اصوات اطلاق الالعاب النارية في ميدان التحرير بوسط القاهرة عقب اعلان النتيجة في مؤتمر صحفي نقله التلفزيون على الهواء. وعقب الإعلان عن النتائج الرسمية لإنتخابات الرئاسة، وجه الرئيس المنتخب كلمة متلفزة إلى الشعب المصري متعهدا لهم بأن يعمل معهم من اجل "تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية". وبعد ان شكر المصريين لثقتهم ولما "قدموه من نموذج ديموقراطي"، دعاهم الى العمل مؤكدا ان "المستقبل صفحة بيضاء وفي أيدينا ان نملأها بما شئنا عيشا وحرية وكرامة انسانية وعدالة اجتماعية" في اشارة الى تبنيه شعارات ثورة 2011 التي أسقطت حسني مبارك. وقال السيسي أنه يثق بوعي الشعب المصري بما يواجهه الوطن من مخاطر. ووجه السيسي تحية خاصة لمنافسه حمدين صباحي الذي اتصل به مهنئا وقال عنه "أنه وفر فرصة جادة للمنافسة"، وشكر أيضا الناخبين والقضاة ورجال الجيش والشرطة والاعلام على جهودهم، مطالبا جميع أبناء الشعب المصري بالسعي للعمل وتحقيق ما يتطلع إليه الشعب قائلا "حان وقت العمل". وأضاف "حان وقت العمل الذي تنتقل به مصر إلى غد مشرق ومستقبل أفضل ويعود به الاستقرار إلى هذا الوطن وينطلق إلى أفاق التقدم والرقي الذي يستحقه الشعب العظيم". وقال "أتطلع إلى استمرار جهدكم وعزمكم في مرحلة البناء المقبل". وأكد أن "ما تحقق من انجاز لمرحلتين من خارطة الطريق جاء كنتيجة طبيعية لتضحيات الشعب المصري في ثورتي 25 يناير و30 يونيو". كما أكد أن "الهدف خلال المرحلة المقبلة يتمثل في تحقيق أهداف الثورة من حرية وكرامة انسانية وعدالة اجتماعية" مشيرا إلى أنه يثق في وعي الشعب المصري على ضوء ما تواجهه مصر من مخاطر. واختتم السيسي كلمته قائلا "فلنعمل معا بنية صادقة وإصرار على تحقيق النجاح الذي يبتغي رفعة الوطن ومصلحة الشعب". وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أول قادة دول العالم الذي قدم التهاني والتبريكات لعبدالفتاح السيسي وتعهد بدعم مصر ودعا الى مؤتمر دولي للمانحين من أجل هذا الهدف، كما سارع لتهنئته عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح وعاهل الأردن الملك عبدالله الثاني. خطة إرهابية وتشهد القاهرة والمدن الرئيسية بالبلاد، حالة تأهب قصوى، من قبل عناصر الجيش والشرطة، استعداداً لمراسم تنصيب الرئيس المنتخب في غضون أيام، خاصة بعد الكشف أمس، عن خطة إرهابية من قبل جماعة الإخوان والعناصر التكفيرية، لاغتيال الرئيس الجديد قبيل أداء اليمين. ووفق ما نشرته بعض وسائل الإعلام المصرية الثلاثاء، فإن جهة سيادية، كشفت عن معلومات استخبارية وأمنية، تفيد بقيام عناصر إرهابية بالتخطيط لاغتيال المشير لدى توجهه لمقر المحكمة الدستورية، وأضافت: إنها أوصت بنقل هيئة المحكمة بالكامل لإحدى المقار السيادية، إلا أنه تم رفض ذلك. بذات السياق، كلف النائب العام هشام بركات، النيابة العامة، بالتحقيق في واقعة قيام مجموعة إرهابية بالتخطيط لاستهداف المحكمة الدستورية العليا خلال فترة الانتخابات ورصد قائمة بأعضائها على قوائم الاغتيالات. وأشارت الأنباء إلى أن قوات الأمن القت القبض على عدد من الإرهابيين بحوزتهم صور ومنشورات ومواد تستخدم في صناعة القنابل أثناء تظاهرات الجماعة الإرهابية. استنفار وتأهب ميدانياً، أغلق الأمن المصري ميدان التحرير منذ ظهر أمس؛ لتأمين الاحتفالات المتوقعة به، عقب الإعلان الرسمي لنتيجة الانتخابات، وكذا كل الطرق المؤدية إلى مقر المحكمة الدستورية العليا على كورنيش النيل بحي المعادي، المقرر أداء اليمين القانونية أمام جمعيتها العامة.. فيما دفع الجيش بقوات من المجموعة 777 المدربة على مكافحة الإرهاب وكذلك قوات من المنطقة المركزية العسكرية والشرطة العسكرية لفرض سيطرة أمنية تامة في محيط المحكمة. وأعلنت الداخلية المصرية حالة الاستنفار القصوى بالبلاد، خصوصاً القاهرة والجيزة، حتى موعد تنصيب الرئيس الجديد. مهددة ب"مواجهة أية محاولات لإفساد الاحتفالات بكل قوة وحسم". وأكد المتحدث الإعلامي للوزارة اللواء هاني عبداللطيف، أن الأجهزة الأمنية على مستوى كافة المحافظات قامت بنشر قواتها بمداخل ومخارج الميادين العامة والرئيسية وتمشيط محيطها وتأمين كافة مداخلها ومخارجها وتعيين العناصر الأمنية ونشر الكمائن الثابتة والمتحركة وقوات التدخل السريع وخدمات ملاحظة الحالة على كافة المحاور والطرق الرئيسية. وأضاف: إن الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة قامت بوضع بوابات إلكترونية على كافة مداخل ميدان التحرير وتعيين خدمات ملاحظة حالة على كافة محاوره والطرق المؤدية إليه. وفي السياق، كشف مدير إدارة المفرقعات بالقاهرة، اللواء علاء عبد الظاهر، أن خبراء المفرقعات مشطوا جميع الميادين والمناطق التي تشهد احتفالات المواطنين بفوز "المشير" بالرئاسة، وأضاف في تصريحات صحفية، أمس: إن خبراء المفرقعات قاموا منذ الساعات الأولى لصباح الثلاثاء بتمشيط المناطق التي يشتبه زرع عبوات ناسفة بها، وعلى رأسها ميدان التحرير، ورابعة، ومحيط قصر الاتحادية، موضحا أن خبراء المفرقعات مستمرون في تمشيط الميادين حتى انتهاء احتفالات المواطنين. أزمة مع تركيا سياسياً، وفي مزيد من التدهور بين البلدين، استدعت الخارجية المصرية، أمس، القائم بالأعمال التركي بالقاهرة إلى مقر الوزارة للإعراب عن استياء القاهرة من التصريحات التي أدلي بها بعض المسؤولين الأتراك حول الانتخابات الرئاسية المصرية. وصرح المتحدث باسم الوزارة السفير بدر عبد العاطي أنه بناء على تعليمات من وزير الخارجية نبيل فهمي، قامت نائب مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون دول شرق وجنوب أوروبا باستدعاء القائم بالأعمال التركي، حيث نقلت له أن هذه التصريحات تعبر عن عدم إلمام أو تغافل متعمد لسير العملية الانتخابية والتي اتسمت بالنزاهة والشفافية، وجرت وسط اهتمام المجتمع الدولي ومتابعة منظمات دولية وإقليمية ومحلية. وأوضح عبد العاطي، أن نائب مساعد الوزير أوضحت أيضاً أنه كان يمكن لنا أن نتناول بالكثير من النقد نتائج الانتخابات المحلية التي جرت في تركيا في مارس الماضي والأجواء السياسية المحيطة بها، فضلاً عما صاحب هذه الانتخابات من اتهامات بالتزوير وبالأخص في أنقرة، وما نتج عنها من احتشاد الآلاف من الأتراك أمام المجلس الأعلى للانتخابات احتجاجاً على نتائج الانتخابات التي هيمن عليها الحزب الحاكم، إلا أننا لم نقم بذلك لقناعتنا بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وهو الموقف الذي كنا نتوقع من الجانب التركي فهمه والالتزام به واحترام اختيارات الشعب المصري. زيارة مرتقبة إلى ذلك، كشفت مصادر بالقاهرة، عن زيارة مرتقبة لوفد من حكومة الوفاق الفلسطينية -التي أعلنت الاثنين- للقاهرة، للقاء الرئيس السيسي فور تنصيبه رئيسًا للبلاد. لتكون أول زيارة لوفد عربي بعد انتخابه. وتوقع المحلل السياسي المتخصص في الصراع العربي الإسرائيلي، الدكتور منصور عبد الوهاب، أن تكون هناك إمكانية كبيرة لعودة اتفاقية المعابر الموقعة عام 2005 في ظل حكم السيسي.