ساد اليمن أمس هدوء حذر على مختلف الجبهات السياسية والأمنية المفتوحة بين الحكومة والمعارضة، خصوصاً في صنعاء وتعز، بعد سلسلة المواجهات الدامية خلال الأيام الماضية، في حين أكدت ل «الحياة» مصادر متطابقة من الطرفين عدم حصول أي مفاوضات بين حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم وأحزاب «اللقاء المشترك» حول انتقال السلطة في غياب الرئيس علي عبدالله صالح الذي يعالج في السعودية. وفوجئ مئات المتظاهرين الذين حاولوا الاعتصام أمام منزل نائب رئيس الجمهورية الفريق عبد ربه منصور هادي، بقوات تابعة للفرقة المدرعة الأولى التي تعهدت حمايتهم، وهي تقوم بتطويقهم من كل الاتجاهات مطالبة إياهم بفض الاعتصام، قبل أن تستخدم ضدهم الهراوات وتطلق الرصاص الحي في الهواء لتفريقهم. وكان الآلاف من المتظاهرين في ساحة التغيير بصنعاء قرروا الاعتصام أمام منزل القائم بأعمال رئيس الجمهورية في شارع الستين احتجاجاً على تأخير إعلان مجلس انتقالي يطالبون به، مؤكدين ضرورة الإسراع في تشكيله لتحقيق أهداف الثورة السلمية. وشكل المعتصمون لجنة نظام وأقاموا منصة متنقلة لإيصال صوتهم إلى مسامع القائم بأعمال الرئيس، كما هددوا جميع القوى بإعلان تشكيل مجلس رئاسي يرافقه إعلان دستور جديد وتعليق العمل بالدستور القديم. وفي الوقت نفسه، استمرت الاشتباكات بين قوات الجيش اليمني ومسلحي تنظيم «القاعدة» في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين (جنوب) لليوم الثالث منذ بدء حملة عسكرية لتحرير المدينة من المسلحين. وقالت مصادر محلية في زنجبار في اتصال هاتفي مع «الحياة» إن عناصر «القاعدة» خاضوا معارك شرسة أمس مع قوات حكومية ترابط عند مشارف المدينة في منطقة دوفس القريبة من عدن، واجبروها على التراجع ملحقين بها خسائر فادحة، كما تمكنوا من الاستيلاء على عدد من الآليات العسكرية وكميات من الذخائر. ولم يتسن الحصول من مصدر رسمي على تأكيد لهذه المعلومات. وفي القاهرة (أ ف ب)، اكد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مايكل مولن في مؤتمر صحافي أن الفوضى في اليمن تزيد من خطورة تنظيم «القاعدة». وقال إن «القاعدة في اليمن خطيرة للغاية وتزداد خطورة مع الفوضى الراهنة». واعتبر مولن أن «ازدياد الفوضى والعنف في اليمن ليس سيئاً لليمن فقط ولكن للمنطقة وللعالم». وأضاف «إنني بالتأكيد أدعو القادة من كل الأطراف (أمام هذا الوضع الذي يطرح) تحدياً، أن يلتزموا الهدوء وأن يعملوا على حل المشكلات بطريقة سلمية». وأكد مصدر سعودي في الرياض امس أن الحال الصحية للرئيس اليمني «مستقرة» وأنه يتابع علاج إعادة التأهيل «ولا أساس لما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن تدهور وضعه الصحي». وقدمت السعودية ثلاثة ملايين برميل من الخام هبة إلى اليمن لمساعدته في معالجة النقص الحاد في المشتقات النفطية.