القدس المحتلة - أ ف ب - حرمت رصاصات الجيش الإسرائيلي التي قتلت الفلسطيني عزات مسودي (34 سنة) المقيم في سورية الأحد من تحقيق حلمه بالوصول الى مسقط رأسه مدينة القدس عندما حاول العبور من قرية مجدل شمس السورية المحتلة في الجولان. وعزات مسودي، المقيم في دمشق، مولود في مستشفى المقاصد في مدينة القدس عام 1977. ويشرح أهله أنه خرج الى الأردن مع عائلته عام 1984 وبعدها انتقل للعيش في سورية. لكنه فقد حق الإقامة والعودة لأن تصريح الخروج الإسرائيلي لم يجدد. وكان مسودي وصل يوم 15 أيار (مايو) الى قرية مجدل شمس السورية المحتلة مع مئات الفلسطينيين اللاجئين الذين اخترقوا السياج وساروا عبر وادي مزروع بحقول الألغام. بعدها حاول التوجه الى مدينة القدس، معرفاً عن نفسه بأنه صحافي من مدينة القدس ويحمل هويتها وعلى أنه يعمل مع صحيفة «القدس العربي». أقله السائق المقدسي مأمون أبو اسنينه، وعند أحد الحواجز اعتقلته الشرطة الإسرائيلية واعتقلت سائق السيارة. وفي ما بعد أبعدت مسودي الى سورية. ولكن مسودي كرر المحاولة الأحد ليستشهد بعد أن أطلق الجيش الإسرائيلي النار على شبان فلسطينيين وسوريين حاولوا عبور خط وقف إطلاق النار في هضبة الجولان المحتلة إحياء لذكرى حرب 1967. وفي بلدة العيزرية في القدسالشرقيةالمحتلة حيث يقيم أهله، قال والده عزيز مسودي، وهو يبكي أكبر أبنائه، «كانت أمنية ابني أن يصل الى مدينة القدس». وأضاف: «لقد قتل برصاص الجيش الإسرائيلي عند قرية مجدل شمس. قالوا لي إن الرصاص اخترق جسده. شيعوه بعد ظهر أمس (الاثنين) في دمشق. لم يسمحوا لي بدخول سورية للمشاركة بالتشييع. ابني شهيد كنت أريد أن ألقي نظرة أخيرة عليه». وأكد أهله أنه «صحافي كان يكتب في عدة مواقع، وناشط سياسي». وكتب عزات مسودي في موقع «النسر الأحمر» التابع ل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» قبل مقتله عن محاولته الوصول الى مدينة القدس في 15 أيار وعن اعتقاله. وقال: «أوقفني جندي إسرائيلي على حاجز عند مدخل قرية مجدل شمس. خاطبني بكلمات لم أفهمها لكن مؤكد أنه كان يسأل عن البطاقات. أجبته إني صحافي، فسمح لي بالعبور». وتابع: «هنا بدأت ملامح بلادي تتوضح. إنه أجمل شعور انتابني في حياتي، فأنا أرى بلادي التي حلمت بها، ولن تكفي كلمات العالم للتعبير عن هذا الشعور، لا يسعني القول سوى أنها «وطني» الذي يختزل كل معاني الحب والشوق والجمال والروعة». وأضاف: «وأنا في طريق الذهاب الى فلسطين تم القبض على مجد ورشا (من الفلسطينيين الذين تسللوا من سورية يوم النكبة)». وأوضح: «حينها نشرت حواجز إسرائيلية في كل مناطق إسرائيل، وفوجئنا بهذا الحاجز، هنا لم يعد بإمكاني النزول أو العودة، أو حتى إخبار السائق (بالحقيقة). في هذه النقطة كانت نهاية رحلتي نحو فلسطين، ونهاية الحلم والهدف الذي تحدثت عنه». وكانت الشرطة الإسرائيلية اعتقلت السائق المقدسي مأمون أبو اسنينيه يوم 15 أيار بتهمة نقل متسلل من سورية واحتجزته خمسة أيام قبل أن تفرض عليه الاعتقال البيتي لخمسة أيام أخرى وتمنعه من الذهاب الى الجولان السوري لمدة ثلاثة أشهر. وشيعت الاثنين جثامين 23 متظاهراً فلسطينياً استشهدوا أثناء محاولتهم العبور الأحد الى الجولان، إضافة الى إصابة 350 آخرين بالرصاص الإسرائيلي.