فاقت قيمة المشاريع المنجزة والجاري تنفيذها في محافظات منطقة مكةالمكرمة 51 بليوناً و470 مليون ريال، وذلك باستثناء المشاريع الكبرى، مثل: الحرم المكي، ومطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد، وقطار الحرمين، وغيرها. وقال مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل في مؤتمر صحافي عقده أمس (الأربعاء)، في مقر محافظة جدة في ختام زيارته لمحافظات المنطقة: «أيها الملك أبناؤك في منطقة مكة يشكرون اهتمامك وسهرك وتعبك لتحقيق كل ما من شأنه راحتهم وخدمة هذه المنطقة». مضيفاً: «حمّلني أبناء هذه المنطقة أمانة لمقامكم أنهم دائماً وأبداً فداء للدين ثم الوطن في وجه كل معتدٍ وكل من تسوّل له نفسه الإساءة لهذه البلاد». واستطرد: «كل من في هذا الوطن الكبير يضعون أنفسهم وحياتهم فداء له فهنيئاً للقيادة بالإنسان السعودي وهنيئاً له بقيادته». وجدد الفيصل التأكيد على أن السنوات العشر الماضية شهدت «نقلات نوعية» في طريق الوصول للعالم الأول على صعيدي بناء الإنسان وتنمية المكان، وقال: «كتبت مقالة لدى افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية حملت عنوان: «العالم الأول على أرضنا فماذا نحن فاعلون؟»، ومنذ ذلك الوقت وأنا أرى أكثر من موقع للعالم الأول على أرضنا، وبالأمس كنت في موقع منها وهي مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وذكرت سابقاً أن لدينا جزراً على أرضنا تتم إدارتها بطرق عصرية أهلتها لتكون في مصاف هذا العالم، ما يحتّم علينا الاستفادة منها وأن نكتسب كيفية إدارة المدن، لنطوّر مدننا بنفس الطريقة والأسلوب ونجعلها في العالم الأول وأثبتنا أننا نستطيع»، مستشهداً بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والحي الديبلوماسي في الرياض والمدن العسكرية في مختلف أنحاء المملكة والجبيل وينبع وأرامكو وغيرها. وتطرّق إلى ما شاهده خلال زيارته لمحافظات المنطقة قائلا: «سرّني ما رأيت من مستويات كبيرة في الفكر والثقافة والتخطيط للمستقبل ما عكس صورة الإنسان السعودي المعاصر الذي طوّر نفسه وجعل الطموح بلا حدود والعمل غاية لبلوغ ما يتمناه»، مؤكداً أن الإنسان السعودي تميّز بالمحافظة على دينه وعقيدته التي قامت على التوحيد. وأرجع الفيصل ما تحقق على صعيد الإنسان من منجزات أيضاً إلى انتشار أفرع الجامعات في محافظات المنطقة التي بدورها أسهمت في تحقيق هذه النقلة وكان لها تأثير واضح على الإنسان في أسلوب تعامله مع الأمور وطرق النقاش. وتحدّث أمير منطقة مكةالمكرمة عن زيارته إلى محافظة رابغ قائلاً: «شهدت أول من أمس تخريج عددٍ من شبان وشابات محافظة رابغ والمراكز والقرى التابعة لها ضمن برنامج طموح الذي اقترحت البدء فيه خلال زيارتي للمحافظة وترؤس اجتماع المجلس المحلي فيها قبل نحو 9 أعوام، أعقب ذلك تشكيل لجنة نتج عنها إشراك مدينة الملك عبدالله الاقتصادية وفرع جامعة الملك عبدالعزيز برابغ والشركات في تدريب وتأهيل أبناء المحافظة ومن ثمّ توظيفهم في المدينة والميناء وتقدّم لهذا البرنامج شبان وشابات من خارج رابغ»، مشيرا إلى أنه يستهدف تدريب وتأهيل أكثر من 5 آلاف شاب وشابة، مؤكداً في الوقت ذاته أهمية العناية بمثل هذه البرامج التي تخدم وتحقق رؤية المملكة 2030 والتي دعت إلى مشاركة القطاع الخاص في مشاريع التنمية ليكتمل الحلم. ونوه الفيصل إلى أن ورشة العمل التي ستنطلق في شعبان المقبل ستشهد والتي ستطرح في الخطة العشرية الثانية التي سترتكز أيضاً على بناء الإنسان وتنمية المكان، مشدداً بالتأكيد على أهمية المحافظة على المشاريع بعد إطلاقها وأن تتم الاستفادة منها بالشكل الذي يعكس الصورة الحقيقية للإنسان السعودي الذي لا بد أن يتحلى بالأسلوب الإسلامي والحضاري.