واجهت فرق الإنقاذ صعوبات في انتشال جثث ضحايا طائرة الركاب التي تحطمت في منطقة جبلية وعرة جنوب غربي إيران، وكانت تقل 65 شخصاً، فيما طالب محتجون مسؤولين بالاستقالة، على خلفية إدارتهم الكارثة. وكانت الطائرة التابعة لشركة «آسمان» الإيرانية اختفت أثناء تحليقها الأحد فوق جبال زاغروس، بعد نحو 50 دقيقة على إقلاعها من مطار «مهرآباد» في طهران متّجهة إلى مدينة ياسوج التي تبعد نحو 780 كيلومتراً جنوب غربي البلاد. رجّح ناطق باسم الشركة اصطدام الطائرة بجبل، علماً أنها من طراز «إي تي آر-72» وعادت إلى الخدمة قبل ثلاثة أشهر، بعدما بقيت متوقفة لسبع سنوات. وأعلن الناطق باسم «الحرس الثوري» الجنرال رمضان شريف أن طائرة عسكرية بلا طيار حدّدت مكان حطام الطائرة المنكوبة، مضيفاً ان «مروحيتَين أُرسلتا إلى الإحداثيات التي حددتها الطائرة بلا طيار، وعثرتا على الحطام». وتابع ان «الطائرة اصطدمت بقمة جبل، قبل أن تهوي 30 متراً أخرى». وبعد يومين شهدا تساقطاً كثيفاً للثلوج، وسط انعدام الرؤيا نتيجة الضباب، تحسّنت الأحوال الجوية امس ما سمح لطاقم مروحية بالعثور على قطعة حطام عليها شعار «آسمان». وقال طيار إنه شاهد «جثثاً متناثرة حول الطائرة» التي عُثر عليها في جبال دنا على ارتفاع نحو 4000 متر. لكن المروحيات عجزت عن الهبوط في التضاريس الوعرة، وأنزلت فرق الإغاثة إلى قرب موقع تحطّم الطائرة، كما انضمّ حوالى مئة من متسلّقي الجبال إلى جهود الإنقاذ. وقال رئيس هيئة الطيران المدني علي عبد زاده: «تُنزل المروحيات فرق الإنقاذ والإغاثة في أقرب موقع ممكن، اذ إن الوصول إلى موقع تحطم الطائرة أمر صعب جداً. لا يمكن إلا لمتسلّقي الجبال المحترفين والمدربين في شكل عال، الوصول إلى هناك والاقتراب من الطائرة وإحضار الجثث». وأشار مدير المركز الطبي في المنطقة غفور راستنروز الى أن وجود «فجوات عميقة وخطرة في منطقة تحطم الطائرة، جعل هبوط المروحيات أمراً مستحيلاً»، لافتاً الى أن فرق الإغاثة مُضطرة إلى «حمل الجثث إلى سفح الجبل، وهذا أمر يستغرق وقتاً كثيراً». وتظاهر أكثر من مئة شخص خارج مكتب حكومي محلي في منطقة دنا كوه، مطالبين مسؤولين بالاستقالة بسبب إدارة الكارثة، بعد نفي العثور على حطام الطائرة اثر إعلان الأمر الإثنين. وأظهرت تسجيلات مصوّرة بثتها وكالة «تسنيم» للأنباء التابعة لاستخبارات «الحرس الثوري»، رجلاً يصرخ غاضباً مخاطباً وزير المواصلات عباس آخوندي: «هل كنتَ لتركب الطائرة ذاتها؟». وشكت طهران من أن العقوبات التي فرضتها واشنطن عليها، قوّضت سلامة شركات الطيران الإيرانية، اذ منعت حصولها على القطع والخدمات والدعم الضرورية لصيانة أسطولها القديم وتحديثه. وشهدت إيران كوارث طيران كثيرة، آخرها عام 2014 عندما تحطمت طائرة تابعة لشركة «سباهان» بعد إقلاعها من طهران قرب سوق مكتظ، ما أوقع 39 قتيلاً. ومكّن الاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست عام 2015، شركات الطيران الإيرانية من توقيع صفقات بعشرات البلايين من الدولارات، لشراء طائرات جديدة من شركتَي «آرباص» و «بوينغ». لكن رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب المصادقة مجدداً على الاتفاق، أثار شكوكاً في شأن تنفيذ تلك الصفقات.