تضاربت معلومات أمس، في شأن عثور فرق الإنقاذ الإيرانية على طائرة ركاب كانت تقلّ 65 شخصاً، وتحطّمت الأحد لدى تحليقها فوق منطقة جبلية في جنوب غربي البلاد. وكان لافتاً أن وزير المواصلات عباس أخوندي تحدث عن «لغز كامل». وكانت الطائرة التابعة لشركة «آسمان» للطيران، وهي من طراز «أي تي آر-72»، اختفت من على شاشات الرادار بعد 50 دقيقة على إقلاعها من طهران متّجهة إلى مدينة ياسوج جنوب غربي البلاد، ويعتقد بتحطّمها في منطقة جبلية. وأوردت وسائل إعلام أن أقارب لمسافرين، توجّهوا إلى جبل دنا حيث يعُتقد أن الطائرة تحطمت، والذي يرتفع 4400 متر عن البحر. وأعلن جعفر غوهركاني، نائب حاكم إقليم كهكيلوية وبوبر أحمد، أن السلطات عثرت على حطام الطائرة قرب دنكزلو في منطقة سميرم في إقليم أصفهان. لكن بعد دقائق، أعلنت هيئة الطيران المدني الإيرانية أنها لا تستطيع تأكيد العثور على الحطام، علماً أن شبكة «برس تي في» الرسمية الناطقة بالإنكليزية كانت بثّت أن فرق الإنقاذ نجحت في الوصول الى موقع الكارثة، بعد تحسّن الطقس إثر عاصفة ثلجية تدنت خلالها الحرارة الى 16 تحت الصفر. وكان مسؤولون قالوا إن مروحيات أُرسلت فجراً إلى المنطقة، للبحث عن الطائرة، مستدركين أنها أُرغمت على العودة نتيجة «رياح عاتية وانخفاض الرؤية بسبب الضباب»، مشيرين الى أن فرق الإنقاذ «تجري عمليات البحث سيراً على الأقدام ولم تعثر على شيء». ونقلت وكالة الأنباء الطالبية الإيرانية (إيسنا) عن عضو في فريق إنقاذ تابع للهلال الأحمر، قوله إن «نقطة داكنة» رُصدت قرب قرية دنكزلو «قد تكون أثراً لحطام الطائرة». لكن وزير المواصلات عباس أخوندي تحدث عن «لغز كامل»، وزاد بعد وصوله الى سميرم: «لا نعرف أي شيء عن التحطم». أما مجتبى سرادقي، نائب رئيس هيئة الفضاء الإيرانية، فذكر أن بلاده طلبت من دول أوروبية والصين المساعدة في البحث بصور تلتقطها أقمار اصطناعية. وشكت طهران من أن العقوبات التي فرضتها واشنطن عليها، قوّضت سلامة شركات الطيران الإيرانية، ما جعل صيانة أسطولها القديم وتحديثه صعبين. ووَرَدَ في ورقة عمل قدمتها طهران إلى منظمة الطيران المدنى الدولي (إيكاو) التابعة للأمم المتحدة عام 2013، أن العقوبات الأميركية تمنعها من «الحصول على القطع والخدمات والدعم الضروري من أجل سلامة الطيران». وشهدت إيران كوارث طيران كثيرة، آخرها عام 2014 عندما تحطمت طائرة تابعة لشركة «سباهان» بعد إقلاعها من طهران قرب سوق مكتظ، ما أوقع 39 قتيلاً. وكانت المفوضية الأوروبية أدرجت شركة «آسمان» على اللائحة السوداء أواخر العام 2016، إذ كانت واحدة بين ثلاث شركات طيران تُحظّر، على خلفية مخاوف مرتبطة بالسلامة العامة. ومكّن الاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست عام 2015، شركات الطيران الإيرانية من توقيع صفقات بعشرات البلايين من الدولارات، لشراء طائرات جديدة من شركتَي «آرباص» و»بوينغ». لكن رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب المصادقة مجدداً على الاتفاق، أثار شكوكاً في شأن تنفيذ تلك الصفقات.