عرض التلفزيون السوري الرسمي لقطات لقافلة من مقاتلين موالين للحكومة يدخلون منطقة عفرين التي يسيطر عليها الأكراد اليوم (الثلثاء)، للمساعدة في التصدي لهجوم تركي. وظهر المقاتلون بزي مموه وهم يلوحون بأسلحتهم وبعلم سورية من مركباتهم لدى عبورهم نقطة تفتيش تحمل شارة قوات أمن كردية. وذكرت «وكالة الأنباء السورية» الرسمية (سانا) أن «قوات شعبية وصلت إلى منطقة عفرين لدعم صمود أهلها في مواجهة العدوان الذي تشنه قوات النظام التركي على المدينة وسكانها منذ 20 الشهر الماضي». وأضافت أن «قوات النظام التركي تقصف مناطق سكنية قرب أماكن وجود القوات الشعبية». وفي وقت سابق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده أحبطت نشراً محتملاً لقوات سورية في عفرين بعد محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأضاف أن قوات تركية وحلفاءها السوريين سيبدأون حصار عفرين في الأيام المقبلة في إطار العملية التركية التي بدأت قبل شهر لإبعاد «وحدات حماية الشعب» الكردية عن حدودها الجنوبية. وقال مسؤول كردي كبير في مطلع الأسبوع إنه تم التوصل لاتفاق مع الجيش السوري لدخول عفرين ومحاربة الأتراك. وذكرت وسائل إعلام سورية رسمية في وقت مبكر صباح أمس أن قوات موالية للحكومة ستدخل عفرين خلال ساعات. وقال أردوغان للصحافيين بعد كلمة ألقاها في البرلمان: «تم وقف (الانتشار السوري) في شكل جاد بالأمس... لقد تم إيقافه». ورداً على سؤال عما إذا كان نشر القوات توقف بعد محادثات مع بوتين، قال أردوغان: «نعم لقد توقف بعد هذه المحادثات». وقال ناطق باسم الحكومة إن أردوغان أجرى محادثات أمس مع كل من بوتين والرئيس الإيراني حسن روحاني عن سورية. واتفقت الدول الثلاث أيضاً على أن يلتقي وزراء خارجيتها في موسكو في 14 آذار (مارس) المقبل. وتعهد أردوغان في كلمة أمام أعضاء حزبه الحاكم «العدالة والتنمية» أن يبدأ حصار عفرين قريباً. وقال: «سيبدأ حصار وسط مدينة عفرين بسرعة خلال الأيام المقبلة. بهذه الطريق سيتم قطع المساعدات الخارجية للمنطقة والمدينة ولن تتوافر للتنظيم الإرهابي سبل التفاوض مع أحد». وكان أردوغان قال مراراً إن تركيا لن تتراجع عن عمليتها في عفرين. وزادت عملية تركيا الوضع تعقيداً في شمال سورية حيث تنخرط الجماعات الكردية والحكومة السورية وجماعات المعارضة السورية المسلحة وتركيا والولايات المتحدة وروسيا في شبكة معقدة من العداوات والتحالفات.