طهران، تل أبيب - أ ف ب، يو بي آي – واصل معسكر مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي، انتقاده «تيار الانحراف» الذي يُتهم بقيادته اسفنديار رحيم مشائي مدير مكتب الرئيس محمود أحمدي نجاد، إذ اعتبره «الخطر الأكبر في تاريخ الشيعة». وقال مجتبى ذو النور، نائب ممثل المرشد لدى «الحرس الثوري»: «التيار المنحرف يريد إضعاف أسس النظام الإسلامي، وهذا الانحراف يشكل أكبر خطر من كلّ الانحرافات في تاريخ الشيعة». وجدد مطالبته نجاد بإقالة مشائي، «للتخلص من قائد الثورة الجديدة»، في اشارة الى المعارضة التي يقودها مير حسين موسوي ومهدي كروبي. اما أحمد علم الهدى، إمام جمعة مدينة مشهد، فرأى أن «تيار الانحراف يتمسك بالسلطة التنفيذية مثل فيروس»، معتبراً ان المرشد يريد من خلال دعوة المحافظين الى إنهاء خلافاتهم، تفادي أن «يؤدي هذا الفيروس الى سقوط الحكومة، لأن الثمن سيكون أكبر من إدارة» هذا التيار. وتطرّق رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني الى دعوة مشائي الى «إسلام إيراني»، قائلاً: «على المسؤولين في السلطة التنفيذية، تفادي النظريات (حول المسائل الدينية)، فهذه مهمة المدارس الدينية». ووجّه لاريجاني رسائل الى نجاد، أشار فيها الى ان 26 قراراً تبنتها الحكومة، تنتهك القوانين، داعياً الى تعديلها. في الوقت ذاته، وصف داود أحمدي نجاد، شقيق الرئيس الايراني، «تيار الانحراف» بأنه «سلاح مشاة نظام الهيمنة»، في اشارة الى الغرب. ووجّه رسالة ضمنية الى شقيقه، داعياً الى «الحذر في شأن دمج الوزارات». وقال: «تعيين مسؤولين وعزلهم، يجب أن يتمّا في شكل لبق». في المقابل، دعا علي أكبر جوانفكر، مستشار نجاد، خصوم الرئيس الايراني الى تصحيح «أخطائهم الاستراتيجية». وكتب في صحيفة «إيران» الرسمية: «منذ أكثر من شهر، تستخدم مجموعة سياسية محددة كلّ الوسائل السياسية والدعائية وتطلق اتهامات لا أساس لها وإهانات في حق بعض المسؤولين، لإضعاف موقع الحكومة والرئيس لدى الشعب». وأعلنت السلطات الايرانية إرجاء زيارة نجاد الى أرمينيا، والتي كانت مقررة أمس. الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين مهمان برست عزا ذلك الى «الحاجة الى مزيد من الوقت لوضع صيغة نهائية لوثائق» سيبرمها البلدان، مؤكداً ان «الزيارة ستتم قريباً». على صعيد آخر، هدد لاريجاني «كلّ من تسوّل له نفسه مهاجمة ايران»، بأنه «سيواجَه بردّ صاروخي مدمّر». وقال: «الأعداء يسعون على الدوام الى بثّ الفتنة والمؤامرات، لتحقيق أهدافهم في تقسيم البلد». الى ذلك، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن تصريح الرئيس السابق للاستخبارات الإسرائيلية (موساد) مئير داغان بأن أي هجوم على إيران سيشعل حرباً إقليمية، «ألحق ضرراً بقدرة الردع الإسرائيلية». وقال: «إسرائيل تقول دوماً إن جميع إمكانات العمل ضد إيران مفتوحة، ومحاولة إزالة الضبابية تمسّ بردع إسرائيل وصدقيتها. الحكومة تعمل في شكل حكيم في الموضوع الإيراني، ولا قرار بمهاجمة» طهران.