دعا البرلمان الإيراني الرئيس محمود أحمدي نجاد للامتثال لقرار المرشد الأعلى للجمهورية الرافض إقالة وزير الاستخبارات، واستئناف مهامه بعد توقف استمر ثمانية أيام وأدى إلى أزمة سياسية خطيرة وخلافات في أعلى هرم القيادة. ووقع ما يربو على 215 عضوا من مجلس الشورى البالغ عدد أعضائه 290 رسالة طالبت رئيس الجمهورية بقبول قرار المرشد آية الله علي خامنئي رفض إقالة نجاد للوزير حيدر مصلحي. وقال النواب في رسالتهم التي أوردت نصها صحيفة شرق نقلا عن نائب طهران المحافظ رضا أكرمي "نرجو أن تمتثلوا للمرشد الأعلى وتضعوا حدا لهذا الوضع الذي يصب في مصلحة أعدائنا". وفي الأسبوع الماضي قام خامنئي بتوبيخ علني نادر لنجاد، قائلا إنه لن يتردد في التدخل في شؤون الحكومة كلما كان ذلك ضروريا. وحذر من أي "بوادر خلاف" داخل النظام. كما كانت رسالة من خامنئي إلى موظفي وزارة الاستخبارات في مارس / آذار الماضي قد حثت موظفي الوزارة على عدم الالتفات إلى "التيارات السياسية أو الأفراد" ولكن بدلا من ذلك العمل تحت إشراف المرشد الأعلى. وفسر ذلك على نطاق واسع بأنه تأييد للمقترحات لجعل أجهزة المخابرات جهازا خاصا يخضع مباشرة لإمرة المرشد، على غرار وضعية الحرس الثوري. اختفاء الرئيس ولم يظهر نجاد منذ ال22 أبريل/ نيسان، غداة الضربة التي تلقاها من خامنئي برفض إقالة وزير الاستخبارات، فقاطع اجتماعات مجلس الوزراء واجتماعات رسمية عدة ولم يتوجه إلى مقر الرئاسة وألغى زيارة كانت مقررة هذا الأسبوع لمدينة قم. وكان وفد من الغالبية المحافظة في البرلمان التي ينتمي إليها نجاد زار الرئيس ليطلب منه "استئناف مهماته" وفق أكرمي. من ناحيته حذر رجل الدين البارز آية الله أحمد خاتمي في خطبة الجمعة الرئيس نجاد بشكل غير مباشر وبدون أن يذكر اسمه، وقال "طاعة المرشد الأعلى واجب ديني والتزام قانوني". بوادر تهدئة لكن مؤشرات تهدئة صدرت من أوساط الرئيس، حيث قال مستشاره علي أكبر جوانفكر، إن نجاد "كان حزينا وقلقا" لهذه القضية التي تعرض فيها أقرب مستشاريه أسفنديار رحيم مشائي لانتقادات خصومه المحافظين. وتدارك "لكنه (الرئيس) سيضع حزنه جانبا ويمضي قدما" بدعم من المرشد. من جانبها قالت النائبة المحافظة فاطمة علية بعد لقائها نجاد "الرئيس سيواصل مهمته وسيوضح موقفه قريبا". دور مشائي ورغم ذلك، واصل معسكر المحافظين انتقاده لمشائي محملين إياه مسؤولية محاولة إقالة مصلحي. ويعتبر مشائي خصما للمحافظين منذ فترة على خلفية اتهامه بالليبرالية وتأثيره القوي على الرئيس، ويعتبر هؤلاء أنه يتزعم تيارا "منحرفا" يهدد النظام. ووصف حجة الإسلام مجتبي زلنور مساعد ممثل المرشد الأعلى لدى الحرس الثوري الإيراني، مشائي، بأنه "هو الرئيس حاليا" وبأنه "ذراع سيئة" يجب على نجاد "أن يبترها".