بدأ الجيش الباكستاني بعمليات قصف جوية وبرية كثيفة على مواقع زعيم حركة «طالبان» بيعة الله محسود في منطقة مكين بإقليمجنوب وزيرستان القبلي (شمال غربي) التي تعتقد القيادة العسكرية بأنه يتحصن فيها مع مجموعات من مقاتليه. وأكد الجيش الذي برر هجومه الجديد بملاحقة منفذي عملية اغتيال الملا محمد سرفراز نعيمي مع سبعة من اتباعه في تفجير انتحاري استهدف مسجداً في لاهور أول من أمس، سقوط 21 من مسلحي محسود واستعادته بلدتي زندي أكبر خان وقلعة جني خيل في المنطقة التي تخلت السلطات عنها ل «طالبان» بموجب اتفاق سلام وقعته معها قبل سنتين. جاء ذلك بعد ساعات على تعهد الرئيس آصف علي زرداري مواصلة الحرب «حتى النهاية» ضد «طالبان» التي اتهمها بتهديد بقاء باكستان وسيادتها. ووعد بتواجد دائم للجيش في إقليم وادي سوات للحيلولة دون عودة الجماعات المسلحة إليه، فيما أعلن وزير الداخلية رحمن ملك أن بلاده ستتعاون في شكل وثيق مع الصين للقضاء على مسلحي مناطق القبائل التي تستخدمها الجبهة الإسلامية لتحرير تركستان الشرقية الناشطة في مقاطعة سينكيانغ الصينية الافادة لتدريب كوادرها فيها على تنفيذ أعمال عنف. وفي إطار التأثيرات المالية للعمليات العسكرية المستمرة في مناطق القبائل منذ 26 نيسان (أبريل) الماضي، أعلنت وزيرة الدولة للشؤون المالية حنا رباني خلال عرضها الموازنة العامة للحكومة أمام البرلمان ان عجز الموازنة ناهز عشرة بلايين دولار، على رغم حصول إسلام آباد على مساعدات أميركية ودولية بعد بدء المواجهات، وقرض بقيمة 7,6 بليون دولار من البنك الدولي. وأوضحت رباني ان الهجمات الإرهابية التي تضرب البلاد منذ اكثر من سنتين تسببت في خسارتها عقوداً كثيرة واستثمارات أجنبية، فيما رصدت الحكومة مخصصات مالية إضافية لمواجهة المسلحين، مشيرة الى زيادة موازنة وزارة الدفاع بنسبة 16 في المئة عن العام الماضي.