أعلنت جماعة الإخوان المسلمين المصرية عن تأسيسها لشركة إنتاج تلفزيوني وسينمائي جديدة تحمل اسم «شركة الرحاب للإنتاج الفني» بالتعاون مع «حزب الحرية والعدالة» ووقع اختيار الجماعة على القيادي النشط محسن راضي لرئاسة هذه الشركة التي أثارت فور الإعلان عنها مخاوف كثير من السينمائيين أجمع بعضهم على التشكيك في أهداف تأسيسها في هذا التوقيت، فيما أيده بعضهم، مؤكدين أنها ستكون محفزاً لباقي الشركات على تنشيط عملية إنتاجها المتواضعة. الناقد السينمائي مصطفى الكيلاني قال ل«الحياة»: «لفهم تأسيس الجماعة لهذه الشركة، لابد من استعادة تاريخ السينما المصرية، واستعراض مشكلاتها التي بدأت بعد حرب الخليج الأولى، وانحسار سوق التوزيع الخارجي للفيلم المصري، ويكفي أن أشير هنا إلى أن عدد دور السينما المصنّفة درجة أولى في عهد الرئيس عبدالناصر وصل إلى 360 دار عرض، يتسع بعضها ل1000 مقعد، ثم تقلص هذا العدد أوائل التسعينات ووصل إلى أقل من 60 دار عرض، بعد تعرضها للهدم في عصر الانفتاح وقت الرئيس السادات، لتحل محلها أبراج وعمائر سكنية شاهقة الارتفاع»، وأضاف: «مع ظهور جيل جديد من الفنانين المصريين الشباب مثل محمد هنيدي وعلاء ولي الدين وغيرهم ظهرت موجة انتعاش جديدة في صناعة السينما، لكنه انتعاش كمي وليس نوعي، بمعنى أن العائد المادي لهذه الصناعة تزايد، ما شجّع على دخوله من غير المختصين، ثم جاءت شركة «جود نيوز» للإعلامي عماد الدين أديب، ودمرت السينما المصرية، بعد رفعها لأسعار الفنانين بشكل مفزع جعل المهنة فوق صفيح ساخن». وأشار إلى أنه «في حال دخول الإخوان على خط الإنتاج السينمائي والفني، فإن ذلك سيكون بمنطق رأس المال، وليس بمنطق صناعة سينما حقيقية، وأفلامهم وإنتاجهم سيكون ذا أجندة سياسية ودينية، ومثلما ابتليت السينما بشركات إنتاج قدمت شخصيات مثل «اللمبي» و«بعرور» فإنها ستبتلى في الفترة القادمة ب«لمبي» جديد ذو مواصفات إخوانية». فيما أوضح الناقد بصحيفة «الوفد» محمد شكر أن «ثورة 25 يناير مثلما كانت لها إيجابيات، أيضاً لها سلبيات، أهمها نمو التيار الديني في الشارع المصري بشكل مشروع، وهي تيارات تحاول تصيّد المشهد السياسي، وفرض قيمها وأفكارها على المصريين، ومن بينها الإخوان المسلمين، الذين ليسوا بالغباء لتفويت امتلاكهم لذراع قوي من أذرعة القوى الناعمة في المجتمع المصري والمجتمعات العربية، وتأسيسهم لهذه الشركة»، وأوضح رغم أنه سيكون إيجابي بالنسبة لباقي شركات الإنتاج المنافسة، في تحفيزها واهتمامها بتقديم أفلام ذات مستوى فكري مميز، لكن تأثيرها سيكون سلبياً على المجتمع، لأنها ستعيد موجة الأفلام الموجهة التي تخلصنا منها بصعوبة، لتفرض على الساحة شخصياتها وأفكارها، ونحن لسنا بحاجة لهذه النوعية من الأفلام الآن». وعن وجود جمهور كبير للإخوان في مصر دفعها لتأسيس هذه الشركة قال شكر: «هذه معلومة خاطئة، فجماعة الإخوان تخدع المصريين، وتلعب على نقاط الخلاف بينهم، لتبدو وكأن وجودها في الشارع طاغٍ، لكن الحقيقة التي يغيّبها الكثيرون هو أن عددهم في مصر – بحسب قوله - لا يتجاوز بضعة آلاف».