ذبل جسدها بفعل الأمراض، وأحاطت بها الديون من كل جانب، قهرتها الأحزان وحطمها البؤس فانطوت على نفسها، وما إن اقتنعت بمصيرها حتى بدأت في رحلة جديدة مع الخوف. إنه الخوف أن تقضي بقية حياتها كفيفة. أم أحمد مواطنة سعودية مطلقة في العقد السادس من العمر تعيش ظروفاً مادية سيئة للغاية، وأخيراً أصيبت بمرض المياه الزرقاء (الجلوكوما)، وبات التأخر في إجراء جراحة لعينيها يمثل خطراً يهدد بإصابتها بالعمى، فهي تقف في وجه العواصف مجبرة من دون أن تكون قادرة على مواجهتها. وتقول أم احمد (67 عاماً): «اضطرتني الظروف المادية السيئة التي أعيشها إلى رهن بطاقة الضمان الاجتماعي الخاصة بي لدى احد مكاتب التقسيط، وبذلك ضاقت بي الحيلة وحال العوز من دون قدرتي على تحمل تكاليف علاجي البالغة 9800 ريال»، لافتة إلى أن الأطباء أكدوا على ضرورة إجراء الجراحة وسحب المياه الزرقاء في أسرع وقت قبل أن تصاب بالعمى. وتضيف: «على رغم أن مصاريف علاجي تتطلب مبالغ مالية باهظة تفوق ما يصرف لي من الشؤون الاجتماعية والمقدر ب 833 ريالاً، إلا أنني من يتكفل في دفع قيمة الديون التي رهنت بطاقة الضمان بسببها والبالغة 11 ألف ريال»، موضحة بأنها لم تجد من يقف معها في مرضها. وتتابع أم أحمد: «منذ فترة طويلة وأنا محرومة من النوم، سوى من لحظات متقطعة، فبمجرد أن أتخيل أنه ربما أقضي بقية حياتي كفيفة يفارقني النوم وأبدأ في البكاء»، مشيرة إلى أنها تعيش على الكفاف ولا تعرف حتى الآن كيف تسدد ديونها وتستعيد بطاقة الضمان الاجتماعي. ظروف أم احمد لا تتوقف عند هذا الحد، فقد كانت تصرف أكثر من نصف مرتب الضمان على شراء أدوية الضغط والسكري والروماتيزم، وبعد أن رهنت البطاقة باتت عاجزة عن شراء الأدوية، ما يجعلها تعيش في قلق دائم من أن تفاجئها هذه الأمراض مرة أخرى. وتتمنى أم أحمد الوقوف معها في مرضها، والعمل على دفع كلفة العلاج، «لم أعد بطعم الحياة مع الظروف والأمراض التي أنهكتني، وأرجو من الله أن يسخر لي من خلقه من يستطيع مساعدتي في كشف ضري وتخليصي من ظروفي الصعبة».