جميلة العينين هادئة الملامح، ولكن الشحوب والحزن أخفيا نضارتها وقتلا طفولتها. فاجأها المرض صغيرة فأفسد براءتها وأخفى ابتسامتها. تصحو من النوم وهي دامعة، وتبكي فتزيد دموعها. وأمام كل ذلك لا يملك والدها سوى الدموع أيضاً. اختلطت دموع المرض بدموع الحزن في منزل المواطن علي زيد. ريناز طفلة بريئة لم تتجاوز عامها الثالث، تعيش مع أسرتها في محافظة صبيا في منطقة جازان، أصيبت بمرض المياه الزرقاء (الجلوكوما)، وبات التأخر في علاجها خطراً يهددها بالعمى. ويقول والدها علي زيد: «لم نكتشف مرض ابنتي الصغيرة إلا عندما لاحظنا تحول لون عينيها إلى اللون الأزرق الباهت، وقبل ذلك كانت ريناز تدمع عند تعرضها للضوء الساطع»، مضيفاً: «هرعت بها إلى مستشفى الملك فهد المركزي في جازان، وهناك أفادني الطبيب المعالج بأن ابنتي مصابة بمرض المياه الزرقاء (الجلوكوما)، وهو مرض يصيب العصب البصري الذي يحمل الصور التي نراها إلى المخ نتيجة ارتفاع الضغط في العين، فيحصل نتيجة ذلك تلف في أنسجة العصب البصري بتأثير المياه الزرقاء». ويتابع: «أكد لي الطبيب أنه إذا لم يعالج المرض في وقت مبكر فإنه قد يحدث تلفاً كلياً في العصب البصري، وبذلك تفقد العين قدرتها على الإبصار»، موضحاً: «تعاني ابنتي حالياً من عدم وضوح الرؤية، إضافة إلى ألم شديد في العين وصداع وغثيان». لا يخفي والد ريناز حزنه وألمه الشديدين، نظراً إلى ما تقاسيه ابنته من ألم نفسي وحرمان، «تنهمر دموعي بغزارة وأشعر بالمرارة، خصوصاً إذا شاهدتها وهي تصحو من النوم، إذ تظل أكثر من أربع ساعات وهي لا تستطيع فتح عينيها، كما أنها في معظم الأحيان لا تتعرف على أشقائها إلا بالصوت»، لافتاً إلى أن وضعها النفسي والصحي حرمها من اللعب مع بقية الأطفال، فهي تشعر بالعجز وعدم التأقلم مع الآخرين. ويستطرد: «أخشى على ابنتي أن تفقد بصرها، وكل يوم يمر يقربها أكثر إلى العمى، وعقدة الذنب تلاحقني حتى فراشي وتحرمني من النوم، فوضعي المادي لا يعلمه إلا الله وظروفي سيئة، ولو كنت أستطيع الاقتراض لما ترددت لحظة واحدة في علاج ابنتي». ويتمنى علي من المسؤولين في وزارة الصحة وفاعلي الخير التفاعل مع الوضع الصحي لابنته، وأن يضعوا نصب أعينهم أنها ربما تقضي بقية عمرها كفيفة، آملاً ممن لديه القدرة المادية البحث عن الأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى والعمل على مساعدته في علاجها وإنقاذها مما هي فيه.