جنيف، لندن، نيويورك، سنغافورة - رويترز - يُتوقع أن توافق «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) الأسبوع المقبل على الزيادة الرسمية الأولى في مستويات الإمدادات منذ عام 2007، خلال اجتماعها لتحديد سبل التعامل مع اضطرابات العالم العربي والتقلب الحاد في السوق والضغوط التي يمارسها الغرب عليها من أجل التحرك. وقال مندوب في المنظمة لوكالة «رويترز» أول من أمس، إنها قد ترفع المستوى المستهدف لإنتاجها المجمع 1.5 مليون برميل يومياً، خلال اجتماعها في فيينا في 8 حزيران (يونيو)، وهو أول اجتماع رسمي هذا العام. وفي ظل توترات بين بعض أعضائها، سيتمثل الخيار الأسهل بالإبقاء على سياسة الإمدادات الحالية، على أن تستمر السعودية في تغيير سياستها الإنتاجية وحيدة. لكن محللين أشاروا إلى أن «أوبك» تجازف بأن تكون معزولة عما يدور في السوق، إذا لم ترفع إنتاجها من مستواه القياسي المنخفض الذي اتفقت عليه في كانون الأول (ديسمبر) 2008، عندما تراجع سعر النفط إلى ما دون 40 دولاراً للبرميل، فيما كان العالم يواجه أزمة مالية هائلة وانهار الطلب. وأمس جدد كبير الخبراء في وكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، دعوة أطلقتها المنظمة التي تمثّل الاقتصادات الصناعية المستهلكة للنفط الشهر الماضي، فقال إن الأسواق العالمية في حاجة ماسة إلى مزيد من الامدادات النفطية بينما يوشك طلب المصافي على الارتفاع، وذلك في مسعى جديد للضغط على «أوبك» لزيادة انتاجها بنسبة كبيرة خلال اجتماعها الأسبوع المقبل. وأكد لوكالة «رويترز» أن «هناك حاجة إلى مزيد من النفط في الأسواق ونأمل أن تقرأ الدول المنتجة اشارات السوق بالطريقة التي نقرأها بها». وأعلنت «رابطة الطيران في آسيا والمحيط الهادئ» أمس، أن المسافرين جواً يواجهون ارتفاعاً في أسعار التذاكر، في حين تحاول شركات الطيران التغلب على ارتفاع يقدّر أن يصل إلى 50 بليون دولار في كلفة الوقود هذا العام. وأشار المدير العام للرابطة أندرو هيردمان إلى الحاجة لرفع الأسعار 10 في المئة لتعويض الزيادة في أسعار النفط، لكن محللين شكّكوا في قدرة شركات الطيران على مواجهة التكاليف بالكامل. وجاءت تصريحات هيردمان قبل الاجتماع السنوي ل «الاتحاد الدولي للنقل الجوي» (اياتا) الأسبوع المقبل، المرجّح أن تخفض فيه شركات الطيران العالمية توقعاتها للأرباح. وأضاف: «العام الماضي اعتدنا على سعر نفط عند 80 دولاراً للبرميل تقريباً، وكان العام جيداً جداً، لكن مع وصول أسعار النفط إلى 100 دولار وأكثر، فإن التحدي يتمثل في مواجهة هذه التكاليف المرتفعة». وواصلت أسعار العقود الآجلة لمزيج «برنت» والخام الأميركي خسائرها بعدما أظهر تقرير حكومي ازدياد الوظائف غير الزراعية في الولاياتالمتحدة بأقل من المتوقع بكثير في ايار (مايو). وتراجعت عقود مزيج «برنت» تسليم تموز (يوليو) 1.94 دولار إلى 113.60 دولار للبرميل، متحركة في نطاق ما بين 113.40 و115.87 دولار. وفي «بورصة نيويورك التجارية» (نايمكس) انخفضت أسعار العقود الآجلة للخام الأميركي تسليم تموز 1.65 دولار إلى 98.75 دولار للبرميل متحركة في نطاق بين 98.50 و100.87 دولار.