شن المئات من عناصر طالبان الباكستانية والأفغانية هجوما الأربعاء بقي مستمرا حتى الأمس، على مركز تفتيش في شمال غرب باكستان عند الحدود الأفغانية ما أسفر عن مقتل 23 شرطيا وخمسة مدنيين. وصرح الضابط في الشرطة المحلية قاضي جميل الرحمن أن «500 مهاجم على الأقل من حركتي طالبان الباكستانية والأفغانية مدججين بالسلاح» هاجموا صباح الأربعاء مركز تفتيش للشرطة في شلتالو بمنطقة دير قرب المناطق القبلية معقل حركة طالبان الباكستانية الموالية لتنظيم القاعدة، ويقع المركز على بعد ستة كلم من حدود ولاية كونار الأفغانية حيث ينشط طالبان الأفغان. وأضاف الضابط «لقد عثرنا حتى الآن على جثث 23 شرطيا» مضيفا أن خمسة مدنيين بينهم امرأتان قتلوا أيضا في منازلهم التي أصابتها قذائف هاون أطلقها طالبان قرب مركز الشرطة. وأرسل الجيش منذ الأربعاء مروحيات قتالية تمكنت من دحر طالبان إلى المناطق الجبلية المحيطة لكن معارك متقطعة استمرت أمس بعد أكثر من 24 ساعة عن بداية الهجوم حسب مصادر أمنية. وقال قاضي جميل الرحمن «استعدنا السيطرة على أكبر جزء من المنطقة لكن تبادل إطلاق النار متواصل قرب مركز الشرطة» مؤكدا أن ليس لديه حصيلة الخسائر في صفوف المهاجمين حتى صباح الخميس. وتعتبر المناطق القبلية شمال غرب باكستان معقل حركة طالبان الباكستانية التي نسبت إليها موجة من الاعتداءات الدامية في مختلف أنحاء البلاد، كما تعتبر المعقل الأساسي في العالم لتنظيم القاعدة والقاعدة الخليفة لحركة طالبان الأفغانية التي تقاتل على الجانب الآخر من الحدود القوات الدولية البالغة عديدها 130 ألفا من قوات حلف شمال الأطلسي وثلثاهم من الأميركيين. وقد أعلنت طالبان الباكستانية ولاءها لتنظيم القاعدة وبعض المجموعات، حليفة طالبان خصوصا شبكة حقاني عدوة الأمريكيين اللدودة، وقتل أكثر من 4400 باكستاني في اعتداءات معظمها انتحارية منذ صيف 2007 عندما أعلنت مع أسامة بن لادن الجهاد على إسلام أباد لدعمها حرب واشنطن «على الإرهاب». ومنذ نهاية 2001 فقد الجيش الباكستاني آلاف الرجال في معارك ضد طالبان الباكستانية والأفغانية ومقاتلي القاعدة الأجانب في المناطق القبلية لكن واشنطن، حليفتها وممولها الأساسي تحث إسلام أباد على بذل المزيد من الجهود. ومنذ أن قتلت مجموعة كومندوس أمريكية في الثاني من مايو أسامة بن لادن في مدينة حامية شمال باكستان شددت الولاياتالمتحدة ضغطها على الحكومة والجيش كي يشن هجوما على منطقة وزيرستان الشمالي، أكبر معاقل طالبان والقاعدة ومجموعة الحقاني. وتناقلت وسائل الإعلام الباكستانية شائعات حول هجوم وشيك تقرر على ما أفادت نزولا عند ضغط واشنطن لكن الجيش والحكومة يؤكدان في ظل توتر العلاقات مع الولاياتالمتحدة أنه لن يتم إلا إذا كان «يصب في المصلحة الوطنية» وعندما يقرره الجيش والحكومة. لكن الجنرال آصف ياسين مالك القائد المشرف على كافة العمليات العسكرية في ولاية خيبر باختونخوا الشمالية الغربية صرح للصحافيين «سننفذ عمليات في وزيرستان الشمالية عندما نريد»، ومن جانبها توعدت حركة طالبان بالانتقام لمقتل بن لادن.