إسلام آباد - أ ف ب، يو بي آي – في زيادة للتوتر بين باكستانوالولاياتالمتحدة، بالتزامن مع تأكيد مسؤولين غربيين وتقارير أن قادة تنظيم «القاعدة» خططوا من مخابئهم في منطقة القبائل شمال غربي باكستان لسلسلة اعتداءات في أوروبا، أعلنت باكستان انها «لا تفهم ولا تجد أي مبرر» لشن طائرات أميركية من دون طيار هجمات على أراضيهاتكثفت الشهر الماضي بحجة محاولة إحباط مخطط الاعتداءات في أوروبا. واعتذرت الولاياتالمتحدة من باكستان على قتل طائرات تابعة للحلف الأطلسي (ناتو) جنوداً باكستانيين الأسبوع الماضي، ما أدى إلى إقفال إسلام آباد طريق الإمدادات المرسلة عبر أراضيها إلى قوات «الناتو» في أفغانستان. لكن تقريراً أصدره البيت الأبيض أخيراً تحدث عن تفادي القوات الباكستانية «المواجهات المباشرة» مع حركة «طالبان» الأفغانية وتنظيم «القاعدة» لا سيما في إقليم شمال وزيرستان القبلي (شمال غرب). كذلك نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أميركيين ومقاتلين أفغان إن عناصر داخل الاستخبارات الباكستانية يضغطون على القياديين الميدانيين في «طالبان» لقتال القوات الأميركية وحلفائها في أفغانستان. وقال عبد الباسط، الناطق باسم وزارة الخارجية الباكستانية: «نعتقد بأن الغارات الجوية الأميركية غير مثمرة، وتنتهك سيادتنا. ونأمل بأن تراجع الولاياتالمتحدة سلوكها». وأكد الناطق أن تصعيد هجمات هذه الطائرات لا يخدم المصالح الاستراتيجية الأوسع، «خصوصاً جهودنا التي تهدف الى كسب القلوب والعقول التي تمثل قسماً من استراتيجيتنا ضد الناشطين والإرهابيين». وأسفرت غارة أميركية جديدة أمس عن مقتل أربعة متمردين، في حين أحرقت «طالبان» 72 شاحنة إمدادات للحلف الأطلسي في هجومين شنهما مقاتلوها في كويتا (جنوب غرب) ونوشيرا (شمال غرب) ليل الأربعاء – الخميس، ما رفع الى 120 عدد الشاحنات التي أحرقت في خمسة هجمات خلال أسبوع. لكن الحلف الأطلسي أكد أن إغلاق باكستان طريق الإمدادات لقواتها في أفغانستان وتصاعد هجمات المتشددين شاحنات الإمدادات لم يضرا بالجهد العسكري في أفغانستان. وقال اللواء جوزف بلوتز الناطق باسم «الناتو» إن «الحلف خزن احتياطات، وأوجد خلال السنتين الأخيرتين طرق إمداد بديلة تسمح له بتحمل التعطيل الموقت»، مشيراً الى أن ثلث احتياجات الحلف فقط من الوقود تأتي عبر باكستان. وتابع: «نعتمد أيضاً على شبكة توزيع من الشمال، ونحصل على بضائع ووقود ومعدات عسكرية أساسية عبر نقاط حدودية مع أوزبكستان على سبيل المثال، لذا لا نعاني من نقص ولا خطر على تنفيذ عملياتنا». وأمل بلوتز بعودة العمليات في شكل طبيعي على امتداد باكستان «في أقرب وقت»، بعد اعتذار الولاياتالمتحدة عن دخول مروحيتين تابعتبن لها المجال الجوي الباكستاني، وأطلاقهما النار على مركز حدودي باكستاني، وإعلانها أن التحقيق الأولي المشترك بين قيادة «الناتو» والسلطات الباكستانية أظهر أن الجنود الباكستانيين أطلقوا النار على المروحيتين لتنبيههما إلى وجودهم. وقال الجنرال في سلاح الجو الأميركي تيم زالديس: «كان يمكن تفادي الحدث المأسوي من خلال تنسيق أفضل بين قوات التحالف والجيش الباكستاني». أما قائد القوات الأجنبية في أفغانستان الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس فأبدى أسفه العميق «لفقدان الأرواح المأسوي»، مشدداً على أهمية الاستمرار في العمل مع الجيش الباكستاني والحكومة لضمان عدم تكرار ذلك مجدداً»، وهو ما لم يستبعده بلوتز «إذا لم يكبح جماح التمرد على امتداد الحدود بين باكستانوأفغانستان». وفي إسلام آباد، أفادت صحيفة «دون» بأن السفيرة الأميركية آن باترسون أصدرت اعتذاراً عن الحادث «بالنيابة عن الشعب الأميركي». في المقابل، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن قياديين في حركة «طالبان» ومسؤولين أميركيين إن المسلحين يتعرضون إلى ضغوط من الاستخبارات الباكستانية لرفض الاستسلام والاستمرار في قتال الأميركيين، علماً أن واشنطن وكابول تسعيان إلى إقناع قياديين من مستوى متوسط في «طالبان» بإلقاء سلاحهم في مقابل نيل وظائف أو أموال. وأبلغ قيادي في «طالبان» من ولاية كونار الصحيفة أن الاستخبارات الباكستانية تريد توقيف القياديين الذين لا يطيعون أوامرها. وقال: «أعارض الوجود الأجنبي في أفغانستان وسأستمر في قتاله، لكن الاستخبارات الباكستانية تريد قتل الجميع، الشرطة والجنود والمهندسين والمعلمين والمدنيين لإخافة الناس فقط»، معلناً أن الاستخبارات حاولت اعتقاله حين رفض تنفيذ ذلك. وأعلن مسؤولون أميركيون إنهم سمعوا تصريحات مماثلة من مسلحين معتقلين وآخرين يجري التفاوض معهم لإلقاء سلاحهم. لكن مصدراً باكستانياً نفى هذه المزاعم، معتبراً أن الاستخبارات الباكستانية تُحمَّل دائماً مسؤولية كل خطأ يحدث في أفغانستان. ويسعى بعض المسؤولين الأميركيين إلى إصلاح الاستخبارات الباكستانية التي يقول قيادي في «طالبان» إنها «تدعم الخاضعين لسيطرتها بمال وسلاح ومأوى». ويقول الخبراء إن باكستان تريد عبر ذلك ضمان مشاركتها الفاعلة في أي اتفاق سلام قد يجري التوصل إليه في أفغانستان.