إسلام آباد، كابول، برلين - أ ف ب، رويترز – واصل حوالى 500 من عناصر حركتي «طالبان» الباكستانية والأفغانية المدججين بالسلاح لليوم الثاني مهاجمة نقطة تفتيش للشرطة الباكستانية في شلتالو بمنطقة دير العليا القبلية المحاذية للحدود مع أفغانستان، ما اسفر عن مقتل 34 شرطياً وستة مدنيين وحوالى 45 مسلحاً في قتال يعتبر الأعنف من نوعه منذ شهور. وأرسل الجيش مروحيات قتالية لمحاولة دحر «طالبان» في المنطقة الوعرة التي تبعد ستة كيلومترات من حدود ولاية كونار الأفغانية، ولا يمكن الوصول إليها براً إلا سيراً على الأقدام، وقال ناطق باسمه: «استعدنا السيطرة على غالبية المنطقة، لكن تبادل النار لا يزال متواصلاً في بؤر قرب مركز الشرطة». وأعلن أن قذائف هاون أصابت 12 منزلاً قرب مركز التفتيش، وأن اكثر من 20 شرطياً جرحوا في المنطقة التي تمثل جزءاً من إقليم خيبر باختونخوا (شمال غرب) المجاور لمنطقة شن الجيش فيها عملية رئيسية للقضاء على حركة تمرد محلية تابعة ل «طالبان» في دير السفلى وبونر وسوات عام 2009. في غضون ذلك، قلل الجنرال آصف ياسين مالك القائد المشرف على العمليات العسكرية في إقليم خيبر باختونخوا خلال زيارة لمنطقة أوركزاي، من أهمية التقارير الإعلامية التي تحدثت عن شن القوات الحكومية هجوماً عسكرياً وشيكاً في إقليم شمال وزيرستان، المعقل الرئيسي للمتشددين على الحدود مع أفغانستان، وذلك بعد الزيارة التي نفذتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أخيراً إلى إسلام آباد. لكن الجنرال مالك استدرك قائلاً: «سننفذ عمليات في شمال وزيرستان حين نرغب في ذلك، وحين يصب الأمر في مصلحتنا الوطنية»، موضحاً أن أي تحرك ضد «شبكة حقاني» الناشطة في الإقليم والتي تنفذ عمليات عند الحدود الأفغانية الباكستانية والمتهمة بالارتباط بتنظيم «القاعدة»، لن يتخذ إلا في حال تدخلت في الشؤون الباكستانية. وتريد الولاياتالمتحدة منذ شهور استهداف «شبكة حقاني» التي تعتقد بأنها تضم اكثر من 4 آلاف مقاتل، وترتبط بصلات مع أجهزة الاستخبارات الباكستانية. وينصح مركز التنمية الدولية للبحوث حالياً بإرجاء الولاياتالمتحدة خطة مساعدات مفترضة ببلايين الدولارات لباكستان، في انتظار تطبيق إصلاحات اقتصادية، ويعتبر أن إعلان خطة المساعدات في غياب التنمية الفعلية يحض المسؤولين الباكستانيين على عدم اتخاذ اجراءات، ويؤدي إلى تزايد الاستياء الشعبي. كما يشكك النواب الأميركيون منذ أن قتلت قوات كوماندوس أميركية زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في باكستان الشهر الماضي، في جدوى المساعدات المقدمة لباكستان والتي ناهزت 20 بليون دولار منذ اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. وفي أفغانستان، قتل شرطي وحارسان من شركة امن خاصة في هجوم على مراكز لحماية موقع ورش العمل في ولاية اروجان الجنوبية. وتتعرض مواقع شق الطرق غالباً لهجمات تشنها «طالبان» التي تريد منع تعبيد بعض المحاور الاستراتيجية، ما يسهل تنقل القوات الدولية أو التي تخطف موظفين للمطالبة بفدية. وفي 19 أيار (مايو) الماضي، قتل 36 موظفاً في شركة بناء خلال هجوم تبنته «طالبان» على منشآت قرب موقع لشق طرق في ولاية باكتيا (شرق)، علماً أن بعض شركات البناء تدفع أموالاً لمتمردين من اجل تجنب تعرض مواقع عملها لهجمات. إلى ذلك، اعلن الجيش الألماني مقتل احد جنوده وجرح خمسة آخرين في اعتداء استهدف دبابة على بعد 36 كيلومتراً جنوب ولاية قندز (شمال)، علماً أن جندياً ألمانياً آخر قتل السبت الماضي في هجوم استهدف مبنى حكومياً في الشمال أيضاً، حيث تنشر ألمانيا غالبية جنودها الخمسة آلاف العاملين ضمن مهمة الحلف الأطلسي (ناتو) في أفغانستان. وأظهرت أرقام وفرها موقع «أي كاجوالتيز دوت اورغ» على الإنترنت أن عدد قتلى القوات الأجنبية في أفغانستان في الشهرين الماضيين بلغ 110 قتلى، وتجاوز معدل القتلى في الفترة ذاتها من الأعوام السابقة، علماً أن 85 قتيلاً سقطوا في الفترة ذاتها من العام الماضي. ويسجل عادة عدد القتلى والمصابين الأعلى في القتال في الفترة بين حزيران (يونيو) وأيلول (سبتمبر)، قبل أن يبدأ في التراجع مع بدء فصل الشتاء وهطول الثلوج، علماً أن إجمالي قتلى القوات الأجنبية بلغ 711 العام الماضي. وفيما تبدأ القوات الأفغانية في تسلم مسؤوليات الأمن في بعض المناطق تمهيداً لتنفيذ القوات الأجنبية انسحاباً كاملاً بحلول عام 2014، زار دينيس مكدونو نائب مستشار الأمن القومي الأميركي ومساعد الرئيس باراك اوباما منذ فترة طويلة أفغانستان، حيث التقى مسؤولين حكوميين وعسكريين كباراً قبل اتخاذ البيت الأبيض قرار خفض القوات الأميركية الذي سيوضع قيد التنفيذ بدءاً من تموز (يوليو) المقبل.