شكّك نواب أكراد في «نوايا» رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بدفع رواتب موظفي كردستان، واصفين وعوده في حسم الملف ب»المزايدات»، فيما وصفت أربيل دور طهران في ما يتعلق بحلّ للأزمة مع بغداد بأنه «فائق الأهمية». ويشكو الأكراد «بطء» عملية التدقيق التي تجريها لجان اتحادية في لوائح موظفي الإقليم، إلى جانب تأخر المحادثات الفنية المتعلقة بالتفاهم في شأن إدارة المطارات والمنافذ الحدودية، ضمن شروط فرضتها السلطات الاتحادية عقب خوض الأكراد استفتاء الانفصال في أيلول (سبتمبر) الماضي، وتتضمن تسليم الإقليم إيراداته، (تتصدرها عائدات النفط)، مقابل دفع رواتب موظفيه. وشكّكت النائب عن كتلة «الاتحاد الوطني» رنكين عبدالله في بيان، بنوايا بغداد في دفع الرواتب، وقالت: «في مناسبات عدّة، أكد العبادي التزامه دفع الرواتب، لكن لا نعرف إذا كانت هناك رغبة جادة أم لا؟». ورأت أن «كل ما يجري هو عملية تدقيق ولا نعلم متى ستنتهي، والموظف يعاني ظروفاً صعبة ولم يستلم راتبه منذ أشهر». وتوسعت عملية التدقيق لتشمل بعد وزارتي الصحة والتربية، وزارة التعليم العالي وهيئة حقوق الإنسان، في وقت تفقدت لجان اتحادية منفذ «سرزيري» الحدودي (غير رسمي) مع تركيا ضمن قضاء العمادية التابع لمحافظة دهوك. وأفادت هيئة المنافذ الاتحادية في بيان، بأن «وفدين زارا المنفذ برفقة لجنة مؤلفة من غالبية الدوائر العاملة في المنافذ الحدودية لوزارات عدة، وتمت دراسة واقع المنفذ والآلية المتبعة في دخول المسافرين وخروجهم مع الجانب التركي، وأكد ممثل الهيئة شاكر الجبوري تسجيل المعوقات والمشاكل والحلول المتعلقه به». واعتبر النائب عبدالباري زيباري، رئيس «لجنة العلاقات» في البرلمان الاتحادي (كردي)، أن ما قاله وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون خلال مؤتمر الدول المانحة للعراق المنعقد في الكويت، وتأكيده منح الإقليم حقوقه الدستورية، بأنه «رسالة واضحة للعبادي» الذي كان حاضراً أثناء إلقائه (تيلرسون) كلمته. ورأى أن ذلك «يدل على رغبة واشنطن في حل الخلافات بين أربيل وبغداد». وأثار تجاهل العبادي خلال كلمته في المؤتمر ذكر اسم «إقليم كردستان» واستخدامه مصطلح «شمال العراق» أو «المحافظات الشمالية»، استنكار مسؤولين وقوى كردية، اعتبروا أن رئيس الوزراء يبيت نوايا لإلغاء «الكيان الدستوري» للإقليم. إلى ذلك، أفادت وكالة «إرنا» الإيرانية، بأن مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة الإقليم فلاح مصطفى، شدّد خلال زيارته مكتب القنصل الإيراني في أربيل مرتضى عبادي، للتهنئة بمناسبة ذكرى اندلاع الثورة الإسلامية في إيران على أن «دور طهران في إدارة الأزمة بين أربيل وبغداد يحظى بأهمية فائقة». وأكد أن «تطوير العلاقات مع الجمهورية الإسلامية يعد من الأولويات الاستراتيجية للإقليم». وعلى صعيد أزمة حكومة الإقليم، أفاد بيان حكومي بأن رئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني صادق على طلب استقالة وزراء «الاتحاد الإسلامي»، وهم: وزير العمل والشؤون الاجتماعية محمد هاوديني، ووزير النقل والمواصلات بالوكالة مولود باوه مراد، ووزير الإقليم لشؤون الهجرة والمهجرين غازي سعيد. يذكر أن «الاتحاد» سبق أن أعلن انسحابه من الحكومة الشهر الماضي، بعد بخطوة مماثلة من حركة «التغيير» و»الجماعة الإسلامية» على وقع الأزمة السياسية التي تفاقمت نتيجة تبعات استفتاء الانفصال.