أبدى وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح، ثقته باستمرار التعاون بين «أوبك» وحلفائها من أجل استقرار أسواق النفط وتحقيق النتائج المرغوبة. وأضاف خلال مؤتمر للقطاع في الرياض حضره نظيره الروسي ألكسندر نوفاك والأمين العام ل «أوبك» محمد باركيندو، أن من الأفضل ل «أوبك» أن «تبقى سوق النفط بنقص طفيف في الإمدادات على أن تنهي بشكل متسرع اتفاق خفض الإنتاج»، مضيفاً أن «المنظمة والمنتجين الحلفاء خارجها مثل روسيا سيكونون في حاجة إلى أن يدرسوا في الأشهر المقبلة كيفية تعديل الأهداف بما في ذلك كيفية قياس متوسط خمس سنوات لمخزون النفط»، لافتاً إلى أن «مناقشة هذا المقياس ستتم في نيسان(ابريل) وحزيران (يونيو) خلال اجتماع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة» بين «أوبك» والمنتجين غير الأعضاء، مشيراً إلى أن «على أوبك أن تأخذ في الحسبان المخزون خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والمخزون العائم والنفط الذي يتم نقله». ولفت إلى أن «هناك حاجة إلى إطار عمل بين السعودية وروسيا ومنتجي النفط الآخرين من أجل مراقبة السوق باستمرار»، مؤكداً أن «السعودية ستلتزم بسياستها خلال السنة لإحداث توازن في سوق النفط»، مشيراً إلى أن «من السابق لأوانه مناقشة استراتيجية للخروج من خفوضات إنتاج النفط». وأكد أن «إمدادات النفط ملائمة للطلب الذي نتوقعه، وأن مخزون النفط يسير في الاتجاه الصحيح». إلى ذلك، قال باركيندو، إن «البيانات تشير إلى التزام قوي من جانب منتجي النفط في كانون الثاني (يناير) باتفاق خفض الإمدادات»، مضيفاً أن «من المتوقع أن يكون نمو الطلب هذه السنة عند مستويات جيدة». في سياق منفصل، أكد الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل ديمترييف، أنه يتوقع إتمام اتفاق مع «أرامكو السعودية» للاستثمار في شركة «أوراسيا دريلينغ» لخدمات حقول النفط. وأضاف في العاصمة السعودية الرياض: «نتوقع إتمام اتفاق، قريباً جداً، كي تستثمر منصتنا للطاقة مع أرامكو السعودية في أوراسيا دريلينغ، إضافة إلى تأمين خدمات لأرامكو السعودية»، لافتاً إلى أن روسيا لديها استثمارات كبيرة في قطاع البتروكيماويات السعودي. وأكد ديمترييف أن «سيبور تبني بالتعاون معنا منشأة للبتروكيماويات تركز على (...) الصناعات التحويلية، وهو أحد أكبر المشاريع الروسية في السعودية ويسلط الضوء على فرص التعاون في البتروكيماويات»، مضيفاً أن «من المتوقع إصدار إعلان في وقت لاحق في شأن شراكة بين أرامكو ومشروع غاز طبيعي مسال في روسيا». ولفت ديمترييف إلى أن «الاتفاق المبرم بين أوبك ومنتجي النفط المستقلين سيؤدي إلى استقرار سوق النفط». وفي الأسواق، استقرت أسعار النفط أمس، بدعم من تصريحات بأن إنتاج الخام السعودي سينخفض في آذار (مارس) إضافة إلى نمو اقتصادي قوي وتراجع الدولار. وسجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 59.19 دولار للبرميل من دون تغير عن آخر تسوية. وزادت العقود الآجلة لخام «برنت» تسعة سنتات عن التسوية السابقة إلى 62.81 دولار للبرميل. وأكدت وزارة الطاقة السعودية أن إنتاج شركة «أرامكو السعودية» الحكومية من النفط في آذار (مارس) سيقل عن مستويات شباط (فبراير) بمقدار 100 ألف برميل يومياً، بينما ستظل الصادرات أدنى من سبعة ملايين برميل يومياً. ولفت معهد البترول الأميركي أول من أمس، إلى أن مخزون الخام الأميركي زاد 3.9 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في التاسع من شباط إلى 422.4 مليون برميل. ما قد يعني تخمة المعروض النفطي مجدداً، ويبدد أثر خفض الإمدادات الناتج من القيود التي فرضتها «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) ودول غير أعضاء بقيادة روسيا. في سياق مرتبط، أكدت وكالة الإعلام الروسية نقلاً عن مصدر لم تسمه، أن لجنة المراقبة الوزارية المشتركة بين «أوبك» والمنتجين غير الأعضاء في المنظمة ستعقد اجتماعاً في الرياض يومي 14 و15 نيسان (أبريل). إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن وزير النفط الكويتي بخيت الرشيدي قوله، إن «شركة البترول الكويتية العالمية ستوقع اليوم اتفاقاً تتملك بموجبه 50 في المئة من مشروع مصفاة ومجمع بتروكيماويات الدقم في سلطنة عمان». في سياق منفصل، أكدت مصادر تجارية أن شركة التكرير التايوانية «فورموزا» للبتروكيماويات اشترت مليون برميل من الخام العماني تحميل نيسان في مناقصة، بسعر زاد 50 سنتاً للبرميل فوق أسعار دبي المعروضة. ولفتت ثلاثة مصادر تجارية إلى أن شركة التكرير اليابانية «فوجي للنفط» اشترت ثلاث شحنات من خام الشرق الأوسط تحميل نيسان بخصم سعري. وأوضحوا أن الشركة اشترت شحنة من خام زاكوم العلوي بسعر يقل 15 إلى 19 سنتاً عن سعر البيع الرسمي وشحنتين من الخام البري القطري بخصم 20 إلى 23 سنتاً للبرميل عن سعره الرسمي. من جهة أخرى حذر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أول من أمس، الشركات العالمية من التنقيب عن الغاز في المياه القبرصية وذلك بعد أيام من اعتراض سفن عسكرية تركية لسفينة تابعة لشركة النفط الإيطالية العملاقة «ايني». واتهم رئيس جمهورية قبرص نيكوس اناستاسيادس تركيا بانتهاك القانون الدولي، إثر اعتراض سفينة الشركة الايطالية الجمعة. وأعلنت شركة» ايني» لوكالة الانباء القبرصية، أن سفينتها أُمرت بالتوقف من جانب بوارج تركية الجمعة الماضي بحجة وجود «نشاطات عسكرية في المنطقة المقصودة»، وذلك بعد إبحارها للبدء باستكشاف القطعة 3 من المنطقة الاقتصادية الخالصة القبرصية.