حذّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن قرار الولاياتالمتحدة تقديم دعم مالي ل «وحدات حماية الشعب» في سورية (قسد) «سيؤثر» في قرارات تركيا، التي تواصل عمليتها العسكرية ضد المقاتلين الأكراد شمال غربي سورية. أتى ذلك في أعقاب كشف وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن تخصيص مبلغ 550 مليون دولار من موازنة العام 2019 لتدريب وتجهيز قوات «قسد» وتأسيس القوة الأمنية الحدودية. وقال أردوغان أمام أعضاء من حزبه الحاكم «العدالة والتنمية» في البرلمان أمس، إنه سيكون من الأفضل لواشنطن عدم الوقوف في صفوف الإرهابيين، مضيفاً: «أناشد شعب الولاياتالمتحدة الأميركية، هذا المال يأتي من موازنة الولاياتالمتحدة، يأتي من جيوب أفراد الشعب». ولوّح الرئيس التركي مجدداً بشنّ عملية على مدينة منبج الخاضعة لسيطرة الأكراد شمال شرقي حلب وحيث تنتشر قوات أميركية. وتابع: «من الواضح أن من يقولون سنردّ في شكل عدائي إذا ضربتمونا لم يجربوا من قبل صفعة عثمانية»، في إشارة إلى تصريحات أدلى بها اللفتنانت جنرال الأميركي بول فانك خلال زيارة أجراها في وقت سابق إلى منبج. واعتبر أنه «لا يحقّ» لأحد التذرّع بمكافحة تنظيم «داعش» في سورية، في إشارة إلى الدعم الأميركي للمقاتلين الأكراد شمال سورية وشرقها في العمليات ضد التنظيم الإرهابي، مضيفاً أن «الستار أُسدل على مسرحيته في سورية والعراق». وتأتي هذه التصريحات قبيل لقاء أردوغان مع وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون المُقرّر غداً الخميس، على أن يجتمع بعد ذلك تيلرسون مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو الجمعة. في غضون ذلك، أكّد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أن بلاده ستقضي في شكل «فوري»، على أي تهديد لحدودها مهما كان مصدره. واعتبر أن الإدارة الأميركية كانت «تتذرّع» في دعمها للمقاتلين الأكراد في سورية «بالقول إنها مجبرة على فعل ذلك لمواجهة داعش»، وتساءل: «داعش انتهى الآن، فلماذا تستمر في دعم التنظيمات الكردية وتقديم السلاح لها؟» وأضاف: «لماذا يمنحون الإرهابيين 550 مليون دولار من أموال دافعي الضرائب الأميركيين»، مشيراً إلى أن هذا المبلغ «هو فقط ما تم إعلانه بشكل رسمي، في حين تصل كامل قيمة الدعم الذي يحصل عليه الإرهابيون إلى 3 بلايين دولار»، على حدّ تعبيره. وكشف البنتاغون في وقت سابق تخصيص 300 مليون دولار من موازنة مقترحة لعام 2019، بهدف تدريب «قسد» وتجهيزها، كما خصص 250 مليون دولار لتأسيس القوة الأمنية الحدودية. وأكدّت الوزارة أن «قسد» بدأت في تدريب قوات أمن داخلي، وقوات أمن حدود، وخبراء مفرقعات، وتخطط لإعادة تشكيل قوات مكافحة الإرهاب. وكشف تقرير صدر عن لجنة مفتشي البنتاغون، أن عدد الجنود الأميركيين في سورية زاد بنسبة أربعة أضعاف، فهو يبلغ في الوقت الراهن حوالى ألفي جندي. كما أشار التقرير إلى أن الولاياتالمتحدة دربت في سورية أكثر من 12 ألف جندي، معظمهم من «قسد» التي تشكّل «الوحدات» الكردية فصيلها الرئيسي.