حذّرت الولاياتالمتحدة الاتحاد الأوروبي من استغلال التعاون العسكري المتين والمتبادل بين الجانبين، ذريعةً لحماية قطاع صناعاتها الدفاعية، ما قد يقوّض الحلف الأطلسي. وقالت كاي بايلي، المندوبة الأميركية لدى الحلف: «لا نريد أن يكون هذا التعاون وسيلة حمائية للاتحاد». وأضافت أن واشنطن «تراقب عن كثب، لأن حدوث الأمر يمكن أن يسيء إلى تحالفنا الأمني المتين». واستدركت: «نريد أن يمتلك الأوروبيون قدرات جدية، لكن ليس في مواجهة المنتجات الأميركية، أو النروجية، أو حتى منتجات المملكة المتحدة»، في إشارة إلى انسحاب بريطانيا من الاتحاد بحلول العام 2019. وكان قادة بلدان الاتحاد، وبينها 12 دولة عضو في «الأطلسي» الذي تقوده الولاياتالمتحدة، اتفقوا العام الماضي على تطوير أو شراء معدات عسكرية، بينها طائرات من دون طيار. وتخشى واشنطن استبعاد الشركات الأميركية من المناقصات المرتقبة. كما اتفق هؤلاء على لائحة معايير والتزامات تعزّز التعاون بين أعضاء الاتحاد، وعلى استخدام أمواله لتمويل قواته وتطوير قدراتها، لتكون صغيرة ومحمولة، يسهل نشرها بسرعة في مناطق الصراع. أما ينس ستولتنبرغ، الأمين العام ل»الأطلسي»، فلفت بعد لقائه وزير الدفاع الأميركى جيمس ماتيس ونظراء أوروبيين في بروكسيل، الى أن «المزيد من الإنفاق والقدرات الدفاعية الأوروبية يمكن أن يعزّز الحلف، ويساهم في تقاسم عادل للأعباء، إذا جرى تطويرها في شكل مكمّل للحلف، لا بديلاً منه». كما أبدى مسؤول بارز في وزارة الدفاع الأميركية قلقاً من أن يستنزف التعاون الدفاعي للاتحاد الأوروبي موارد من «الحلف»، الذي ترى فيه واشنطن وحلفاؤها أكبر قوة أمنية في أوروبا. وأضاف: «لا نرى حتى الآن ما يقلقنا، لكننا نريد التأكد من الشفافية الكاملة، ليكون التعاون نموذجاً إيجابياً لمبادرات مستقبلية». وكان الحلف والاتحاد أعلنا تعاوناً في إدارة الأزمات، وتطوير المعدات العسكرية، والأمن البحري، والتعامل مع الحروب والتهديدات السيبرانية، مؤكدين على أن العلاقة بينهما تكاملية، لا تنافسية.