تباينت ردود أفعال المرشحين والناخبين والمثقفين تجاه نتيجة العملية الانتخابية التي آلت إليها أول انتخابات تجرى في الأندية الأدبية في نادي مكة الأدبي والثقافي مساء أول من أمس (الاثنين) ففي حين أشاد البعض بتنوع تشكيلة المجلس الجديد وتعدد أطيافه الشرعية والأدبية والعمرية، تخوف آخرون من ذلك لما قد يجده هؤلاء الأعضاء من صعوبة في الانسجام والتفاهم، في الوقت نفسه تخوف بعض ممن خسروا في الانتخابات من هيمنة أكاديمي جامعة أم القرى من جديد على أجندة النادي، وهاجم أحد المرشحين من أسماهم بالنافذين في عدم فوزه. وقال المدير العام للأندية الأدبية عبدالله الكناني: «يشهد المثقفون على أن عملية الانتخابات تمت في سهولة ويسر، وزادها ثقة استخدام التقنية الجديدة في عملية التصويت، وهو ما جعل الجميع في ظني راضين عما حدث». وأشار إلى التعاون الكبير من مجلس النادي السابق، وأضاف بعد أن بارك لأول امرأتين تدخلان عضوية مجالس إدارة الأندية، وهن الناقدة أمل القثامي والدكتورة هيفاء فدا: الكرة الآن في ملعب المرأة بعدما وجدت الثقة والتشجيع، ونحن ننتظر منها الكثير في العملية الثقافية، لأن الثقافة ليست محصورة في الرجل أو المرأة، بل هما مكملان لبعضهما لإثراء المشهد الثقافي. وفي أول تصريح لنائب رئيس مجلس إدارة النادي الجديد الدكتور حامد الربيعي وصف فيه المجلس الجديد بأنه ضم معظم الأطياف والتوجهات سواء الشرعية منها أم الأدبية أم الثقافية أم اللغوية، إضافة إلى تفاوت أعمار الأعضاء من شيخ بلغ الخمسين إلى شاب لم يبلغ الأربعين بعد، وأضاف أن مشاركة المرأة للمرة الأولى، عبر الزميلة فدا سيكون لها حضور فعال في المشهد المحلي، إلى جانب زميلتها القثامي التي ستشارك الشيوخ والشباب في متابعة وسير الحراك الثقافي ليس في مكة وحدها، بل على مستوى المملكة. وأكد الربيعي أن ما حصل أول من أمس في النادي حدث تاريخي بمعنى الكلمة في مسار الثقافة، وتجربة جديدة وناجحة، مشيراً إلى أن أي انتخابات لا يمكن أن ترضي الجميع، ولفت إلى أن وكيل الوزارة الدكتور ناصر الحجيلان كان في منتهى الانضباط والصرامة، وكانت لجنة الانتخابات في منتهى الحيادية والشفافية ولا ينكر ذلك إلا مجحف، مؤكداً أن هذه الليلة ليلة مشهودة سيذكرها التاريخ المكي. من جانبه، شكر عضو المجلس المنتخب المهندس عبدالله الشهراني كل من رشحه وصوت له، متمنياً أن أكون عند حسن الظن، وكشف أنه في أول اجتماع طالب باستحداث لجنة للاستثمار في النادي، مهمتها استثمار الموارد، وجلب الرعاة، إضافة إلى تنفيذ طموحي في ضم جميع الملتقيات الشبابية تحت مظلة النادي. وأبدت الناقدة أمل القثامي في صفحتها على «الفيسبوك» بأنها تشعر بالكثير من المسؤولية تجاه هذا الترشيح، متمنيةً أن تكون عند حسن ظن الذين صوتوا لها وشجعوها. من جهة أخرى، عبّر الشاعر سعد الثقفي (مرشح لم يفز) عن شعوره بالأسى لحال النادي، مبدياً قلقه من سيطرة الأكاديميين على المجلس. أما الاعتراض الأقوى على نتائج الانتخابات فكان من نصيب الدكتور زهير كتبي الذي أصدر بياناً عنونه: «نعم هُزمت: قال فيه: «والله لقد خذلت كما خذل الأحرار. خذلني الساقطون في مهاوي الشهوات واللذات. الذين لم تشبع بطونهم. هزمت من أولئك الذين ملئت جيوبهم بالدولارات والذهب، ولا بد من أن يهزم الثلج أمام النار. إنهم النافذون الذين يخشون مني ومن فكري وثقافتي ومبادئي». من أجواء الانتخابات: ربما كان من حسن حظ نادي مكة الثقافي الأدبي أن يسجل له كونه أول من أجرى انتخابات لاختيار أعضاء مجلس إدارته، كما يسجل للفائزين أنهم أول أعضاء منتخبين في تاريخ الأندية الأدبية؛ ففي ليلة سادت أجواءها الكثير من الترقب، ولا سيما في الفترة التي أعقبت التصويت الاليكتروني؛ واعتبرها البعض فترة طويلة ومثيرة، على رغم أنها لم تتجاوز ال 20 دقيقة. وعند إعلان أسماء الفائزين كانت ردود الأفعال تتجاوب مع كل اسم يعلن فوزه، مصحوباً بعدد الأصوات التي حصل عليها؛ حيث يردد البعض فرحهم فيما يبدي آخرون دهشتهم وتعجبهم، ولا سيما عندما تم إعلان اسم الدكتورة هيفاء فدا كرابع من حصل على أعلى الأصوات (50 صوتاً) بعد الدكتور عدنان الحارثي(62 صوتاً) ونبيل خياط(53 صوتاً) والدكتور عبدالله الزهراني(52 صوتاً)، ومعها الناقدة أمل القثامي (39 صوتاً) كأول امرأتين تدخلان مجالس الأندية الأدبية، وبعدها توالت أسماء الدكتور أحمد المورعي(49 صوتاً)، والدكتور ناصر السعيدي(41 صوتاً)، وعبدالله الشهراني(39 صوتاً)، والدكتور حامد الربيعي(36 صوتاً). وأبت أجواء الإثارة إلا أن تستمر عندما أعلن تعادل الشيخ عبدالله فدعق وعضو النادي السابق الأستاذ فاروق بنجر في عدد الأصوات للمقعد العاشر في المجلس(34 صوتاً لكل منهما)، ما حتّم إجراء قرعة بينهما للفوز، آلت لفدعق الذي رشح لاحقاً في أول اجتماع عقده المجلس الجديد مسؤولاً مالياً، بعد أن أنتخب المورعي رئيساً للمجلس، والدكتور الربيعي نائباً له، وخياط مسؤولا إدارياً.