الألف - أهم سؤال قرأته خلال الأسابيع الماضية وهو عن موضوع القيادة وعن التخوف المصاحب لزيادة معدلات الجرائم الأخلاقية والتحرش وتوابعه، وهو سؤال سأله بذكاء شديد الأخ الزميل خلف الحربي من صحيفة «عكاظ» هل جاء المتحرشون من المريخ في مقاله المعنون بنفس العنوان الذكي جداً أليس المجتمع وتصرفات أفراده نتاجاً طبيعياً لمجموعة من العوامل منها الثقافة والدين والعرف والتقاليد والبيئة والتعليم؟ ألم نعلن دائماً أننا مجتمع ذو خصوصية معينة؟ فأين ذهبت خصوصيتنا؟ وهل خصوصيتنا متعلقة بأشياء معينة فقط، ولا ينطبق عليها الأدب والترفع وغيرها؟ وإذا أنكرنا ذلك فلماذا كل هذه البذاءات والألفاظ الجارحة والخارجة عن الآداب العامة؟ وأين الدين الذي نعلن أنه يميزنا كثيراً عن غيرنا، حتى كدنا نصدق أننا مجتمع ملائكي لا يخطئ؟ كم البذاءات هذه التي نقرأوها عن الأخت الشريف وغيرها من أين أتى؟ هل يكتبها أفراد المجتمعات الأخرى؟ أم يكتبها أبناؤنا ونساؤنا وأطفالنا؟ روح التشفي والسعادة بمعاقبتها من أين استمدت؟ ومن أي تعاليم؟ من يتمكن من إجاباتي؟ الباء – «بدري عليكم تسوقون» جملة قرأتها كثيراً في الأيام الماضية، والحقيقة أنني أتفق معها، ليس لعدم إيماني بأهمية القيادة للمرأة بشروط متدرجة، ولكن لأن كم الأخلاق السيئة والتعليقات وتصنيفات المعلقين التي قرأتها أخبرتني بالكثير الذي لا أحبذ إخباركم به، سأكتمه كثيراً في قلبي حتى حين، وأنتظر يوماً جميلاً نتمكّن من أنسنة العلاقة بين الرجل والمرأة، وأنسنة العلاقة بين المرأة (والمرأة التي تختلف عنها)، ولكن أنتظر يومها عندما يسمح للمرأة بذلك، أتمنى ألا أراهن أول المسارعات لقيادة السيارة التي أعلنوا أمس أنها دابة الشيطان، وصاروخ الفساد والفتنة! التاء - «تشخيص خاطئ»، هذا هو الخبر الذي قرأته في صحيفة «عكاظ» عن نية مريضة بالسرطان وزوجها رفع قضية على أحد المستشفيات الخاصة في عسير، لأن الزوجة راجعت قبل عام وأكثر، تشتكي من تكتلات في صدرها وأدخلت المستشفى، وتمت طمأنتها بأن تحاليلها سليمة جداً، ولا يحتاج الأمر للهلع. «إيش ياخد الريح من البلاط»! يجب أن يسن قانون يعاقب كل طبيب لم يتأكد بكل الطرق من شكوى المرضى، وعليه يجب أيضاً استحداث نموذج يوقع عليه المريض بأن الطبيب شرح له حاله بالتفصيل، الأهم أن يوقع المريض بعد أن يقرأ جيداً التشخيص والتعليمات باللغة العربية، ومن حقه أن يرفض التوقيع إذا لم يشرح الطبيب الحال بالتفصيل، ولا يلتفت لصراخ الممرضات وغيرهن «بابا وقع هنا... بسرعة وبس»! النون - نكران كالعادة يبدو أننا متخصصون فيه. المستشفى الخاص أنكر أن المريضة راجعته، وأنكر وجود تقارير وأشعات ومراجعات وتنويم، على رغم وجودها باسم المستشفى في يد المريضة وزوجها وكاتب الخبر. كلنا يعلم سهولة حذف ملف طبي أو إخفائه من على وجه البسيطة، ويبدو أن المستشفى غفل عن ذلك إلا إذا قام بتغيير اسمه ومكانه، وأخفى المبنى بعد الاستعانة (بالساحر ديفيد كوبر فيليد) على وجه السرعة أيضاً! الميم - محام وأيضاً أب لطفل تحوّل اسمه بقدرة قادر من «المثنى» إلى «الثني»... عليه أن ينتظر طويلاً حتى يعاد حرف الميم إلى اسم ابنه، بعد أن سجل الموظف في أحوال «البكيرية» الاسم بصورة خاطئة كما ذكر موقع سبق الإلكتروني، و(كالعادة) ليس على الموظف حرج، لأن الإنسان يخطئ، وعليه فإن الأخطاء الوارد حدوثها لن تكلّف الموظف شيئاً إلا اعتذاراً خفيفاً فقط، وطمأنة الأب بأنه ليس وحده، فهناك آباء آخرون في انتظار التصليح والتصحيح منذ شهور... لو كنت مكان الأب لكنت صرخت وسألت الموظف ليس على التعطيل الذي تسبب فيه، إنما عن سبب اختياره إخفاء حرف الميم من بد الحروف! [email protected]