أفاد جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في ليبيا أن مراكز إيواء المهاجرين أنفقت مبلغ 86.7 مليون دولار أميركي حتى الآن. وأوضح في تقرير أن هذا المبلغ الذي «خصص غالبيته لتوفير متطلبات طبية وغذائية للمهاجرين لا يزال ضمن ديون المؤسسات التي وفرت الاحتياجات». والعام الماضي، ضمّت مراكز إيواء المهاجرين في ليبيا حوالى 30 ألف مهاجر غير شرعي، قبل أن تعيد السلطات 17 ألف منهم الى بلدانهم بالتعاون مع المنظمات الدولية للهجرة. في غضون ذلك، وجه المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني نداءً عاجلاً الى «العقلاء والحكماء» في مدينة مصراتة، من أجل توفير حماية لأهل مدينة تاورغاء الذين يفترشون العراء في مناخ ممطر، بعدما منعت ميليشيات من مصراتة عودتهم تنفيذاً لاتفاق موقع بين مجلسي بلدية المدينتين. وتطارد جماعات من مصراتة سكان تاورغاء بعدما استخدمت القوات الموالية لمعمر القذافي المدينة في هجومها على مصراتة خلال ثورة 25 شباط (فبراير) 2011. وأفاد المجلس الرئاسي ب «أنها فرصة متاحة لإثبات عناصر الجماعات المسلحة امتلاكهم مشاعر إنسانية وإيمانهم بتعاليم الدين وأخلاق مجتمعنا، واحترامهم تاريخ مدينة مصراتة». وكان رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج دعا أعيان تاورغاء إلى التدخل لإنهاء الأزمة الطارئة، مطالباً لجنة متابعة تنفيذ الاتفاق بمواصلة عملها، والوزارات المعنية بتقديم الدعم اللازم للنازحين على مشارف مدينة تاورغاء حتى انتهاء الأزمة الحالية. وقال: «لا مجال للتراجع عما قرره بالإجماع مجلسي بلدية مصراتة وتاورغاء بعد مفاوضات استمرت عامين، ولن تمنعنا التجاوزات التي حصلت من مواصلة جهود تنفيذ الاتفاق، علماً أن المعرقلين قليلون ولا يمثلون إلا أنفسهم». في طرابلس، استقبل مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة، أكثر من 20 من ممثلي مدينة الزاوية، من أجل بحث مطالبهم الخاصة بتأمين إطار دستوري قبل إجراء الانتخابات، والتزام مكافحة الفساد والحد من التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية، وعودة جميع النازحين والمهجرين. على صعيد آخر، رفض برلمانيون وخبراء ليبيون اعتزام مجلس اللوردات البريطاني إقرار تشريع يقضي بالإفادة من أرصدة ليبية مجمّدة في لندن لتعويض ضحايا هجمات الجيش الإيرلندي الذي تتهم ليبيا بدعمه في ثمانينات القرن العشرين. وأصرّ هؤلاء على ضرورة «استرداد الأموال المجمّدة قبل ضياعها». وقال النائب عصام الجهاني: «دخلت ليبيا بعد أحداث 17 شباط 2011 متاهة لا تزال تعاني منها إلى الآن، وتريد دول بقاءها في حال فوضى كي تفقد القدرة على الدفاع عن قضاياها، أو تستعيد أموالها في الخارج، تمهيداً لأخذ قطعة من الكعكة بمزاعم مختلفة. كما أن هذه الدول تهدف الى تنصيب حكومة ليبية ضعيفة يسهل التحكم فيها من الخارج». وكانت صحيفة «ذي إندبندنت» البريطانية أفادت أخيراً بأن مجلس اللوردات يقترب من إقرار تشريع لإنشاء صندوق تعويضات لأسر البريطانيين ضحايا هجمات الجيش الجمهوري، وتؤخذ من أصول ليبيا المجّمدة في بريطانيا التي تقدّر قيمتها بنحو 9،5 بلايين جنيه استرليني، علماً أن أصول ليبيا المجمّدة في الخارج تناهز 67 بليون دولار.