في إطار اتصالات وجهود لإبرام مصالحات بين فاعليات شرق ليبيا وغربها، قام وفد من مصراتة (غرب) بزيارة إلى مدينة القبة (شرق)، أجرى خلالها اتصالات أولية مع أعيان قبيلة العبيدات وهي من أهم قبائل الشرق وينتمي إليها عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الذي يتخذ من طبرق مقراً له. تزامن ذلك مع أنباء عن اجتماع بين صالح ونوري بوسهمين، رئيس المؤتمر الوطني العام الذي يمسك بالسلطة في طرابلس. وأفادت تقارير أن صالح وبوسهمين توجها إلى سلطنة عمان أمس، لاستكمال محادثاتهما التي بدأت في مالطا الأسبوع الماضي، في شأن توحيد السلطتين في الشرق والغرب وتحقيق المصالحة الوطنية، في إطار مبادرة حوار ليبي – ليبي. وأصدر مجلس حكماء وأعيان مدينة مصراتة بياناً حول زيارة وفده إلى قبيلة العبيدات. وأكد البيان الصادر أمس، على ضرورة مواصلة اللقاءات والاجتماعات بين الطرفين، دعماً لمبادرة الحوار الليبي - الليبي التي أطلقها صالح وبوسهمين. وأشار بيان حكماء مصراتة إلى توجيه دعوة لأعيان المنطقة الشرقية لزيارة مصراتة لمواصلة المحادثات. ولفت البيان إلى الاستقبال الجيد الذي حظي به وفد مصراتة في مطار الأبرق (شرق) والأجواء الإيجابية التي رافقت اجتماع الطرفين في مدينة القبة والمناقشات التي تناولت عدداً من القضايا التي تهم المواطنين الليبيين جميعاً. على صعيد آخر، رحب مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر بوثيقة «خريطة الطريق» التي اعتمدتها اللجنة المشتركة المعنية بمصراتة وتاورغاء، في جنيف الأسبوع الماضي، لإيجاد حل لقضية أهالي تاورغاء المهجرين من مدينتهم منذ الأحداث التي رافقت ثورة 17 شباط (فبراير) 2011. ونشب الخلاف بين مدينتي مصراتة وتاورغاء بعد استعانة العقيد معمر القذافي بمسلحين من تاورغاء لشن هجمات على مصراتة خلال الثورة، ما دفع ثوار مصراتة إلى شن هجوم كاسح أجبر سكان تاورغاء على النزوح إلى مدن الشرق وخصوصاً بنغازي حيث يقيمون في مخيمات. وقال مارتن كوبلر في بيان نشره أمس، موقع بعثة الأممالمتحدة في ليبيا (أونسميل) إن «هذا الاتفاق يدل على أن بإمكان الليبيين التغلب على تركات النزاع الثقيلة، من خلال التحلي بالشجاعة وحسن النية». وأبدى كوبلر ثقته بأن «خريطة الطريق» المتفق عليها في شكل متبادل بين أهالي مصراتة وتاورغاء «ستكون نموذجاً ملهماً لما يمكن تحقيقه من خلال الحوار الشامل، بما يعود بالنفع على كلا المجتمعين المحليين وعلى ليبيا بكاملها». وتحدد «خريطة الطريق» المبادئ والإجراءات الخاصة بتقديم تعويضات لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان، ومساءلة مرتكبي هذه الجرائم وإعادة بناء مدينة تاورغاء ووضواحي الكراريم وطمينة وكرزاز، والعودة الآمنة والطوعية لأهالي تاورغاء إلى ديارهم. ويذكر أن اللجنة المشتركة المكلفة بملف مصراتة وتاورغاء تأسست في الصيف الماضي بناء على اتفاق بين المجلس البلدي في مصراتة والمجلس المحلي في تاورغاء. واجتمعت اللجنة المشتركة مرات عدة بين آب (أغسطس) الماضي، وكانون الأول (ديسمبر) الجاري في طرابلس وتونس وجنيف.