أثار اتفاق حزبَي الائتلاف المسيحي الألماني، بقيادة المستشارة أنغيلا مركل، ورئيس الحزب الاشتراكي الديموقراطي مارتن شولتز، انتقادات شديدة لدى المعسكرَين. وهاجم وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل قيادة حزبه، وكذلك شولتز، من دون أن يسميه، ل «عدم احترام وعود» بإبقائه في منصبه. وأسِف ل «طريقة تعاملنا في الحزب، والتي تفتقر إلى الاحترام»، مستغرباً «كيف صارت الوعود المقطوعة بلا اعتبار». ولم يشر غابرييل إلى الوعود التي يقصدها، لكنه لفت إلى إعلان شولتز رغبته في أن يكون وزيراً للخارجية في الحكومة الجديدة، التي تستعد مركل لتشكيلها، بعد كشفه أنه سيستقيل من رئاسة الحزب. وأضاف: «توليت بسرور منصب وزير الخارجية، وأنجزت مهماتي على أكمل وجه. وآسف لتجاهل القيادة التقدير الشعبي لعملي». وأكد أنه لن يشارك في الحكومة الائتلافية المرتقبة. وبعد ساعات على تصريحات غابرييل، أعلن شولتز «تخلّيه عن سعيه» إلى تولّي حقيبة الخارجية، مشيراً إلى ربط أطراف بين مفاوضات تشكيل الحكومة الائتلافية ومستقبله. وأضاف: «أُعلن عدم مشاركتي في الحكومة، وآمل بذلك أن ينتهي الجدال الشخصي داخل الحزب» الاشتراكي. ورأى مراقبون في قرار شولتز نهاية لحياته السياسية، بعدما تخلّى عن رئاسة الحزب قبل أيام. وطالب جناح الشباب في حزب مركل بإعادة التجديد، وإعداد قيادة جديدة للحزب، قبل فوات الأوان. وقال بول زيمياك، زعيم الجناح الشبابي لحزب الديموقراطيين المسيحيين وشقيقه البافاري الاتحاد الاجتماعي المسيحي: «على الحزب التفكير في مَن سيخلف مركل، على مشارف ولايتها الرابعة». وحذّر من أن «المزاج سيبقى سيئاً جداً، إذا لم تُجدّد الوجوه ويتغيّر الأداء»، وأضاف: «نريد أن يكون الشباب، والساسة الأكثر شباباً، جزءاً من قيادة الحزب والحكومة». ووجّه مسؤولون مسيحيون متململون ومتذمرون، انتقادات شديدة إلى «طريقة إدارة المفاوضات»، في إشارة إلى مركل، والتي أدت إلى «تنازلات لا ضرورة لها»، والتخلّي عن وزارتين سياديتين، هما حقيبتا المال للاشتراكيين، والداخلية للحليف البافاري. وانتقد آخرون تراجعاً غير مبرر للحزب المسيحي الديموقراطي، سيضعفه في المرحلة المقبلة. وسخر مراقبون من مركل، واعتبروا أنّ همّها كان «الحفاظ على منصبها للسنوات الأربع المقبلة، أكثر من الحفاظ على قوة حزبها ومكانته السياسية»، ورأوا أن «النتيجة لم تعكس القوة الانتخابية الفعلية لكل حزب». وهذه المرة الأولى التي تتعرّض فيها المستشارة لانتقادات من داخل حزبها، منذ ترأسته قبل أكثر من 12 عاماً، ما دعاها إلى إيفاد أبرز مساعديها إلى قاعدة الحزب، لشرح الأسباب والدوافع. وقال رئيس المستشارية الألمانية بيتر ألتماير إن مركل اضطرت إلى اتخاذ قرارات موجعة، نتيجة تهديد شولتز بالانسحاب من المفاوضات، في اللحظة الأخيرة. في المقابل، أشاد مراقبون بإدارة فاعلة وناجحة للمفاوضات من الاشتراكيين.