تصاعدت حرب كلامية بين أذربيجانوأرمينيا، على خلفية تصريحات للرئيس الأذري إلهام علييف، اعتبر فيها أن العاصمة الأرمينية يريفان أرض تاريخية تتبع لبلاده، مؤكداً أن الأذريين مصرّون على العودة إلى وطنهم التاريخي. واستنكرت أرمينيا هذه التصريحات، اذ اعتبر رئيس برلمانها إدوارد شارمازانوف أنها تكشف «إفلاس» النخب السياسية الحاكمة في باكو، وعدم تناسق الرواية التاريخية في شأن أذربيجان. ونصح شارمازانوف علييف بمراجعة تصريحات والده، الرئيس السابق لأذربيجان غيدار علييف، قال فيها إن الأتراك والأذريين شعب واحد في دولتين. كما حضّه على «فتح الموسوعة البريطانية، لمعرفة الموطن التاريخي للأتراك والأذر والقبائل التي تحدروا منها، من آسيا الوسطى وسهوب منطقة ألتاي، والاطلاع على الحدود التاريخية لأرمينيا». وكان علييف يخاطب أعضاء المؤتمر السادس لحزب «أذربيجان الجديدة» الحاكم الخميس، في مؤتمر لإقرار ترشحه لانتخابات رئاسية، داعياً إلى تقريب موعدها الى 11 نيسان (أبريل) المقبل. وقال: «تجب تسوية نزاع ناغورنو قره باخ، بين أرمينياوأذربيجان، في إطار السلامة الإقليمية لبلادنا، وبموجب القانون الدولي». ونقلت وكالة الأنباء الأذرية عن علييف قوله: «يريفان أرضنا التاريخية، ويجب أن نعود إليها. هذا هدفنا السياسي والاستراتيجي. لن تسمح بتأسيس دولة أرمينية ثانية على أراضي أذربيجان». ويخوض البلدان حرباً منذ أواخر ثمانينات القرن العشرين، نتيجة مشكلات حدودية حول إقليم ناغورنو قره باخ، الذي ظل خاضعاً لحكم أذربيجان حتى عام 1991. ومع انهيار الاتحاد السوفياتي وتراخي قبضة الحكم الشيوعي، قرّر برلمانا ناغورنو قره باخ وأرمينيا توحيد الإقليم مع أرمينيا، عام 1988، الأمر الذي رفضته أذربيجان، فألغت عام 1991 حكماً ذاتياً يتمتع به، وأرسلت جيشها إليه لاحقاً، ما أشعل حرباً بين عامَي 1992 و1994. خسرت أذربيجان الإقليم، إضافة إلى سبع مناطق محاذية له، وفقدت أكثر من خُمس أراضيها، وشُرّد حوالى مليون أذري، من الإقليم وساحات المعارك في المناطق التي سيطرت عليها أرمينيا. وجُمّد الصراع بين البلدين منذ نحو 24 سنة، لكن مناوشات متكررة استمرت على حدودهما. وفي استثناءٍ نادر، تجددت المعارك على نطاق واسع بين البلدين للمرة الأخيرة في نيسان 2016، إلا أن موسكو نجحت في نزع فتيل النزاع، وتجنيب منطقة وراء القوقاز وحوض بحر قزوين حرباً كبيرة بين حليفتيها.