دعا الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان إلى منح إقليم ناغورنو قره باخ الانفصالي في أذربيجان، حق تقرير المصير بعد معارك دامت أربعة أيام وأوقعت عشرات من القتلى. في الوقت ذاته، اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موسكو بالتدخل إلى جانب يريفان في النزاع. وأشارت وزارة الدفاع في الإقليم إلى «احترام وقف النار على طول خط الجبهة»، فيما أكدت وزارة الدفاع الأذرية أن قواتها «تحترم في شكل صارم وقف النار» الذي وقّعه في موسكو الثلثاء رئيساً هيئة الأركان في أرمينياوأذربيجان. لكن وكالة الإعلام الروسية نقلت عن وزارة الدفاع الأذرية أن القوات الانفصالية انتهكت الاتفاق 115 مرة خلال 24 ساعة. وأضافت أن القوات الانفصالية خسرت 50 من مسلحيها، بينهم حوالى 20-30 مفقوداً. ونسبت إلى ممثل للانفصاليين في موسكو، أن أكثر من مئة مسلح جُرحوا خلال الاشتباكات. وأشارت باكو إلى مقتل 31 من جنودها وأربعة مدنيين، فيما أعلنت سلطات الإقليم مقتل 35 مسلحاً وخمسة مدنيين. وأكدت وزارة الدفاع الأذرية سيطرة باكو على مرتفعات استراتيجية في ناغورنو قره باخ، مشيرة إلى أن «القوات الأذرية تعمل لترسيخ المواقع المحررة». وأقرّ ناطق باسم وزارة الدفاع الأرمينية ب «سيطرة أذربيجان على مواقع للأرمن»، مستدركاً أنها «عادت كلها تحت سيطرة ناغورنو قره باخ». والتقى سفراء الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا الذين يرأسون «مجموعة مينسك» التي تتوسّط في النزاع، الرئيس الأذري إلهام علييف في باكو، ودعوا الجانبين الى تسريع جهود التوصل إلى تسوية. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حض قادة أرمينياوأذربيجان على ضمان صمود الهدنة، علماً أن رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف سيزور البلدين في غضون أيام. في برلين، قال سركيسيان بعد لقائه المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، إن سكان قره باخ «يريدون تقرير مصيرهم ومستقبلهم»، وزاد: «يريدون أمراً واحداً من المجتمع الدولي، وتحديداً الاعتراف بهذا الحق». واتهم باكو بخرق السلام «من جانب واحد، عبر القيام بعملٍ معادٍ» وتحويل المنطقة «تهديداً أمنياً». وأعرب عن «ألمه» لأن «روسيا ودولاً أخرى تبيع أذربيجان أسلحة»، علماً أن لموسكو قاعدة عسكرية في أرمينيا، وتربطها بها علاقات عسكرية وثيقة. أما ميركل، فحضت جانبَي النزاع على «بذل كل جهودهما لوقف حمام الدم وخسارة الأرواح»، مشددة على أن جهود الوساطة الدولية «ملحة جداً، من أجل التوصل إلى اتفاق مقبول ودائم لوقف النار». وأعلنت أنها ستستقبل علييف في حزيران (يونيو) المقبل. إلى ذلك، أعرب أردوغان عن «أمل بأن تحذو أرمينيا حذو أذربيجان في الخطوات التي اتخذتها للتوصل إلى وقف المعارك»، وتابع: «تعلن روسيا أن تركيا تدخل طرفاً. لكن إن بحثنا عمّن يدخل طرفاً، سيتبيّن أن روسيا هي الأهم. روسيا تحبّ الدخول طرفاً، وهذا ما فعلته في أوكرانيا وجورجيا، والآن في سورية». وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حذر أنقرة ضمناً من التدخل في النزاع في ناغورنو قره باخ، فيما تعهد أردوغان دعم باكو «حتى النهاية». وكانت المعارك التي اندلعت في قره باخ، الأسوأ منذ وقف النار عام 1994، بعد حرب أدت إلى مقتل أكثر من 30 ألف شخص وتهجير مئات من الآلاف، خصوصاً من أذربيجان، إثر سيطرة القوات الانفصالية المدعومة من يريفان، على الإقليم الذي تسكنه غالبية من الأرمن.