أطلع خبراء سعوديون، وأميركيون، ومصريون، ويونانيون، وإيطاليون، وفرنسيون أمس (الخميس)، على ما تبقى من معالم سد البنت في حرة خيبر السوداء، والذي يُعد تحفة معمارية شيدت منذ حوالى 1500 عام. ويبلغ طول السد الواقع في قرية الثمد (منطقة المدينةالمنورة، حوالى 170 متراً فيما يصل ارتفاعه إلى 40 متراً، وشيد على ملتقى واديين عظيمين، وانهارت أجزاء من السد بسبب زلزال تعرضت له المنطقة المحيطة به في وقت سابق، على رغم بناءه بصخور ضخمة. ونظمت الرحلة الجيولوجية هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، لضيوف المؤتمر الجيولوجي الدولي في نسخته ال12 المقام تحت عنوان «خيراتنا من أرضنا». وعلى رغم صمود إلا أن أجزاء من السد بدأت في الانهيار، إذ انهار الجزء الشمالي. فيما تعاني المنطقة من قلة الأمطار، وتوقف جريان عدد من الأودية. وتمر من خلال سطح السد مدرجات ومساران كبيران لعبور المشاة، ويتميز بالحجم الضخم للصخور التي تم بناء السد بها. ويرجح أن السد الذي يحمل اسماً آخر هو «الصهباء»، شيد من أحجار مشذبة ويظهر من البنيان اختلاف في فترة بنائه إذ أضيفت إليه طبقة من الملاط من الناحية التي تحجز المياه، ويأخذ السد شكلاً متدرجاً وتزداد سماكته عند القاعدة وتقل في الأجزاء العليا، والسد مدرج من كلا جانبيه، ولا توجد فيه بوابات تصرف المياه التي تحجز خلفه، ما يدل على أنه كان يحجز خلفه بحيرة كبيرة تؤدي إلى رفع منسوب المياه في حرة خيبر. ويعد السد من عجائب السدود في المنطقة لناحية حجمه وتصميمه وارتفاعه وموقعه المتميز، وكان يسقي المزارع ويمد الآبار بالمياه لتخزينها لفترة أطول. وزار الوفد الجيولوجي أيضاً كهف أم جرسان في حرة خيبر، والذي يعد أحد أكبر الكهوف في الوطن العربي، إذ يبلغ طوله 1500 متر وأقصى ارتفاع فيه يصل إلى 12 متراً وعرضه 45 متراً ويصل عمره إلى ثلاثة ملايين سنة، وهو مطوق بجدار في أعلاه لحمايته من تساقط الاتربة، وتوجد سلالم انسيابية لتسهيل عملية نزول الزائرين والمهتمين، ويحوي داخله موجودات أثرية من جماجم بشرية وعظام لحيوانات مفترسة وكتابات يعود تاريخها إلى آلاف السنين، والكهف مرشح لأن يكون مزاراً سياحياً. وتفقد الوفد بواسطة الطائرات العامودية، الحرات والفوهات والجبال البركانية الخامدة منذ آلاف السنين، وشاهدوا آثار الطفوح البركانية في منطقة المدينةالمنورة والتي تغطي مساحات شاسعة. وقال الناطق باسم هيئة المساحة الجيولوجية طارق أبا الخيل إن الرحلة الجيولوجية أبرزت المعالم الجيولوجية المميزة، مشيراً إلى أن الهيئة تمكنت من تعريف المشاركين بجزء ما تمتلكه البلاد من إرث جيولوجي لينقلوا الصورة والمعلومات إلى بلدانهم، وأبدوا إعجابهم الشديد واندهاشهم في الوقت نفسه مما شاهدوه من معالم تاريخية جذابة، كاشفاً أن الهيئة رشحت 15 كهفاً للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، للاستفادة منها وتحويلها إلى مزارات سياحية.