امتد السحر البرشلوني ليخفي الجميع في لحظة وجوده، فأبناء «الكتالوني» لم يتركوا إنجازاً إلا وعانقوه، فلم يقف أمامهم الفرق ذات التاريخ العريق، ولم يعرقل مسيرهم الفرق الطامحة، ولم يعثر خطاهم الفرق المدججة بنجوم «الملايين». مسؤولو برشلونة كانو بارعين في صناعة تاريخ لا يضاهى، وأمجاد لا تتكرر، وقائمة بعناصر من خيال، فكانوا الأعلى كعباً في العالم وخلال 5 أعوام نجحوا في تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا لثلاث مرات. رحلة الإبحار في محيطات النجاح اللااعتيادي بدأت في عام 2006 عندما استقطب الرئيس السابق خوان لابورتا المدرب الهولندي فرانك ريكارد والذي كان حينها حديثاً على عالم التدريب، ولكن الأخير بدأ يتجلى في اختياراته ونفذ لابورتا متطلباته بالتعاقد مع النجم البرازيلي رونالدينيو من باريس سان جرمان، والكاميروني صامويل إيتو من ريال مايوركا، والبرتغالي ديكو من بورتو، فشكلوا قوة خارقة قهرت الخصوم وجاءوا من الأفق البعيد ليتربعوا على العرش الأوروبي، عندما نجح برشلونة في تحقيق الفوز على أرسنال بهدفين في مقابل هدف في النهائي الذي أقيم على ملعب ساندوني حينها. وما ان بدأ نجم رونالدينيو يخفت إلا وظهرت الموهبة «الفتاكة» والحديث هنا عن القصير ابن ال18 عاماً الذي أبهر الجماهير بلمساته خارقة السرعة وفائقة الأناقة، الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي ظهر بقوة واستولى على قلوب الجماهير «الكتالونية» وأعطى الضوء الأخضر للإدارة بأن تستغني عن أفضل لاعب في العالم 2007 رونالدينيو، فكان ميسي على قدر الثقة بل وأكثر من ذلك حينما أسر العالم بأنغام فنونه مع كتيبة «البلوغرانا»، فحققوا الدوري الإسباني بسهولة، وفي موسم 2008 انهت الإدارة اتباطها بالهولندي ريكارد وطرحت الثقة في ابن النادي الإسباني جوسيب غوارديولا المدير الفني حينها لفريق برشلونة «ب» الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية، فاستلم غوارديولا المهمة محضراً معه نجمين رأى فيهما الكثير وكانا بيدرو رودريغز، وبوسكيتس، فمزج غوارديولا ما بين الشباب (ميسي، بيدرو، بوسكيتس، انييستا) والخبرة (بويول، أبيدال، تشافي، ايتو) فأخرج فريقاً فولاذياً قهر كل الخصوم وخطف لقب الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا لعام 2009، بل وأحرز غوارديولا ذو التاريخ القصير، الجديد، سداسية لا تنسى، إذ كان برشلونة لا يعرف سوى لغة التفوق حينما حصل على الألقاب كافة في المسابقات التي شارك بها. وفي الموسم الحالي أعاد غوارديولا حساباته عقب موسم 2010 المخيب بالنسبة ل «الكاتالونيين» لفقدانهم اللقب الأوروبي لمصلحة انترميلان، فتعاقد مع دافيد فيا عوضاً عن ابراهيموفيتش الذي لم يقدم أي اضافة للفريق. وأكد الرئيس الجديد لبرشلونة روسيل انه سيسير على خطى الرئيس السابق لابورتا مبيناً أن الأهم تفوق برشلونة لا بروز اسم الرئيس، وفي العام ذاته حصل ميسي على جائزة أفضل لاعب في العالم، وكان يتنافس حينها مع زميليه تشافي وانييستا، وأكد الأخيران سعادتهما الكبيرة كون الجائزة ستجير لأحد جنود «البرشا»، فكان التضامن دائماً سيد الموقف في برشلونة سواء الرئيس أم اللاعبين. وفي هذا الموسم كان برشلونة أكثر قوة، وأكثر تماسكاً في الخطوط، فحقق النتائج المبهرة، والأداء اللافت، فكانوا الأجدر للتربع من جديد على العرش الأوروبي الذي أضحى برشلونة ضيفه الدائم.