تحدت خريجات قسم التمريض في جامعة الملك سعود للعلوم الصحية نظرة المجتمع بمسيرة فاقت كل التوقعات في حفلة رعتها أول من أمس (السبت) حرم خادم الحرمين الشريفين الأميرة حصة الشعلان. وأوضحت عميدة كلية التمريض في الجامعة ورئيسة المجلس العلمي للتمريض في الهيئة السعودية للتخصصات الطبية الدكتورة تقوى عمر، أن مهنة التمريض كانت لها تحديات مختلفة تجاوزتها المرأة السعودية بقوة إرادتها وتخرجهن هذا أكبر شاهد على أن نظرة المجتمع تغيرت أمام إرادة المرأة، مضيفة: «شهدت السعودية اختلافاً جوهرياً في عمل المرأة ككل في المجالات التي كانت حكراً للرجل أو العمالة الخارجية»، مؤكدة أن الاختلاط لم يعد عاملاً مقعداً على اعتبار أن عملهن يتم وفق ضوابط شرعية منصوص عليها، ضاربة مثالاً بعمل الطبيبة. وعن تجربتها مع دراسة التمريض، قالت إحدى المتخرجات مها الزهراني ل «الحياة»: «في البداية أرهقني الحديث عن التمريض وأن كثيرين قالوا لي إن التمريض مهنة لا يفتخر بها، حتى انعكس على نظرتي، لكن حين عشت التجربة اكتشفت جمال هذه المهنة، خصوصاً أنني سأكون قريبة من بني جنسي، فكم هو جميل أن يعمل على تمريضك سعودي أو سعودية مثلك». ولم تخف خريجة المسار الأول مها الأحمدي إصرارها وطموحها في الوصول وإثبات الذات وتغيير نظرة المجتمع، وأردفت: «طموحي أن أغير نظرة المجتمع بشأن هذه المهنة الإنسانية بالدرجة». وأضافت: «واجهتنا في البداية عقبات ومتاريس عدة، لكن بوجود وتحفيز والدي تقدمت كثيراً على رغم تعليقات أقاربي بأن مجال دراستي هو طريق للاختلاط، فصددت عنهم ومضيت في سبيلي». وعلى منوال سابقتها، واصلت خريجة المسار الأول ماريه الصبحي: «تعلمنا من الدفعة الأولى كيف هي الأساسيات لتقديم خدمة تمريضية أفضل في المملكة كنا نطمح لها، نظراً لقلة الممرضات السعوديات في مستشفيات البلاد، وما زلنا نواصل جهودنا لتغيير النظرة السالبة عنا، ووجدنا قبولاً أكثر من رائع في المستشفى سواء من المرضى أو المرافقين». واحتفلت جامعة الملك سعود أول من أمس بتخريج 77 طالبة مثَّلن الدفعة الثانية من دارسات التمريض بمساريه الأول وهن الملتحقات ببرنامج البكالوريوس من المدارس الثانوية مباشرة والمسار الثاني وهن خريجات جامعات أخرى في بكالوريوس العلوم.