كشفت مصادر سياسية احتدام الخلافات داخل جماعة الحوثيين في صنعاء، بين رئيس ما يسمى «المجلس السياسي» صالح الصماد، ورئيس «اللجنة الثورية» للجماعة محمد علي الحوثي، مشيرة إلى أن الخلافات أخذت منحًى أمنياً ومالياً. بموازاة ذلك، أكد مصدر يمني أن الحوثيين يستبعدون أي مفاوضات مع الأممالمتحدة حتى انتهاء فترة المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، على رغم موافقتهم السابقة على ذلك. وأوضحت المصادر السياسية أن «الصماد، بدعم من أعضاء المجلس السياسي، يسعى إلى توسيع مساحة نفوذه في العاصمة على حساب الحاكم الفعلي لها عبدالكريم أمير الدين الحوثي، عمّ زعيم الجماعة، والذي يتزعم أيضاً جناح الصقور بالشراكة مع محمد علي الحوثي». وأضافت أن «الصماد أصدر أوامر تَحُدُّ من سلطة المشرفين على اللجنة الثورية العليا، وتُنهي نفوذهم في مؤسسات حكومية، الأمر الذي اعتبره صقور الجماعة محاولة لتقويض نفوذ عبد الكريم الحوثي». وأشارت إلى حرص رئيس «المجلس السياسي» على منع منافسيه من الإيرادات، إذ أصدر قرارات بوقف مخصصات مالية كانت تُصرف لهيئات تابعة للميليشيات ومؤسسات وهمية. إلى ذلك، نقلت وكالة الأناضول عن مصدر، لم تسمه، قوله إن «وفد الحوثيين، الموجود في مسقط، رفض أي مفاوضات مع ولد الشيخ ونائبه معين شريم، واشترط التفاوض مع المبعوث الجديد البريطاني مارتن غريفثت» الذي يتسلم مهامه رسمياً مطلع الشهر المقبل. وكان مقرراً التفاوض في مسقط من طرف واحد، ومن دون مشاركة الحكومة اليمنية، الشهر الجاري. ميدانياً، أفادت قناة «العربية» بأن التحالف العربي دمّر في محافظة الجوف مركبات عسكرية حوثية متجهة إلى الجبهات التي تسيطر عليها الميليشيات. وأكد مصدر عسكري أن الجيش الوطني رصد تلك المركبات العسكرية، التي كانت تحمل أعيرة نارية وإمدادات لعناصر الحوثيين، وهي في طريقها إلى تبة المهاشمة، إحدى التباب التي استعادها الجيش. وفي صعدة، استهدفت مدفعية التحالف مواقع للحوثيين في وادي العطفين، كما قتل الجيش ثمانية حوثيين حاولوا التسلل إلى سلسلة جبال عليب التي سيطر عليها الجيش أخيراً. وقالت مصادر محلية في محافظة تعز إن «الناشطة الحقوقية ريهام البدر قُتلت أمس بقذيفة أطلقها الحوثيون». كما قُتل وجرح عشرات الحوثيين في غارات مكثفة ومركزة لقوات التحالف على تعزيزات للميليشيات في مديرية الجراحي في محافظة الحديدة. وقالت مصادر متطابقة إن «الميليشيات حشدت تعزيزات كبيرة في عدد من المزارع والمناطق في ضواحي الجراحي، في محاولتها استعادة السيطرة على مواقع خسرتها خلال المعارك الأخيرة، غير أنها تحوّلت إلى صيد مقاتلات التحالف التي حصدتها في عدد من الغارات».