سقطت أمس مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين (جنوب اليمن) بالكامل في ايدي جماعات إسلامية متشددة تضم تحالفاً بين تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» وعناصر جهادية أخرى بقيادة أحد عناصر «القاعدة» ويدعى بسام بالعيدي ينتمي الى قبيلة المراقشة في أبين، وتم تنصيبه «أميراً» ل «إمارة زنجبار الإسلامية». وذلك، بعدما تمكن المسلحون التابعون له من إقتحام المقرات الحكومية ومعسكرات الشرطة والأمن المركزي ومبنى جهاز الإستخبارات، اثر إخلائها بصورة غامضة من الجنود والحراسات التي كانت في داخلها ونزوحهم الى أماكن غير معروفة. واستولى المهاجمون على عتاد واسلحة مختلفة بينها عربات مصفحة وناقلات جند ورشاشات متوسطة وقذائف «بي 10» وقنابل هجومية وصواريخ محمولة على الكتف من نوع «بازوكا» و «آر. بي . جي». وأكدت ل «الحياة» مصادر محلية في زنجبار ان المسلحين الذين هاجموا المدينة قدموا اليها من مختلف الاتجاهات، ومعظمهم كانوا يتمركزون في مديرية جعار التي كانوا يسيطرون عليها منذ منتصف آذار (مارس) الماضي، وان عددهم يراوح بين 300 و 500 مسلح يجوبون أحياء المدينة في سيارات عسكرية رباعية الدفع وضعت عليها مكبرات للصوت تذيع أناشيد وشعارات إسلامية ذات طابع جهادي، وتحذر المواطنين من أي تصرف يعرضهم للعقاب. وقالت هذه المصادر أن اللواء العسكري (25 ميكانيكي) التابع للجيش والمتمركز شرق المدينة يخوض مواجهات عنيفة مع المهاجمين الذين يستخدمون الاسلحة التي استولوا عليها في قصف مواقعه بعد رفض قائده التفاوض معهم. وطاول القصف المتبادل الأحياء المزدحمة بالسكان في أرجاء المدينة حيث يحتمي المسلحون بالأحياء الشعبية ويتخذون الاهالي دروعاٌ بشرية. ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى خصوصاٌ في حي المساكن الشعبية في باجدار وسواحل الطميس وحارة جامع زنجبار والصرح، إضافة الى نزوح نحو ثلثي سكان المدينة الذين يقدر عددهم بنحو 40 الف نسمة الى مناطق آمنة. وأشارت المصادر الى أن محافظ ابين والمسؤولين في الدوائر الحكومية والمراكز الأمنية واجهزة السلطة المحلية غادروا زنجبار بصورة مفاجئة أول من أمس، في حين شوهد المسلحون يتمركزون في نقاط التفتيش على مداخلها. وفي رد على هذه التطورات إتهم قادة في الجيش اليمني يؤيدون الاحتجاجات المطالبة برحيل الرئيس علي عبدالله صالح، النظام الحاكم بتسليم محافظة أبين الى تنظيم «القاعدة» و»الإرهابيين» والمجاميع المسلحة الخارجة على القانون. واتهم «البيان رقم 1» لقيادة القوات المسلحة المؤيدة للثورة الرئيس اليمني ب»اصدار توجيهاته للأجهزة الأمنية في ابين بتسليم مؤسسات الدولة للإرهابيين والمجاميع المسلحة لكي يستغل ذلك فزاعة للمجتمع الدولي، وبانه يحاول إيهام الآخرين بأن اليمن من دونه سيكون صومالاً آخر». كما اتهموا صالح بتسليم مؤسسات الدولة في صنعاء لمجاميع من «البلطجية» المسلحين وسحبه وحدات الأمن والحرس الجمهوري من هذه المناطق التي باتت مستباحة. وحضر المؤتمر الصحافي الذي تلي فيه البيان عدد من قادة الجيش في مقدمهم اللواء ركن عبدالله علي عليوه مستشار القائد الأعلى للقوات المسلحة، واللواء علي محسن الأحمر قائد الفرقة المدرعة الاولى، واللواء محمد علي محسن قائد المنطقة الشرقية واللواء حسين محمد عرب وزير الداخلية السابق واللواء صالح الضنين، واللواء سيف الضالعي قائد المنطقة العسكرية المركزية، واللواء محمد المقدشي قائد المنطقة العسكرية الوسطى، واللواء الظاهري الشدادي اركان حرب الفرقة الاولى مدرع. وأكد البيان أن الجيش لا يمكن أن يواجه بعضه البعض، مناشدين من تبقى من قوات الأمن والجيش «الانضمام إلى ثورة الشعب السلمية، ورفض محاولات النظام الزج بالجيش والأمن في مواجهة في ما بينهم أو مع الشعب وإفشال محاولات صالح تشويه صورة المؤسسة العسكرية والأمنية». وشكر البيان كلا من نائب الرئيس عبد ربه منصور، ورئيس الوزراء علي مجور ورئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني، والمستشار السياسي للرئيس الدكتور عبدالكريم الارياني لمحاولتهم دفع الرئيس صالح للتوقيع على المبادرة الخليجية، «لكنهم فشلوا بعد تعنت الرئيس وجره البلاد إلى الهاوية». من جهة اخرى (اف ب) قتل ثلاثة متظاهرين وجرح عشرات اخرون برصاص الشرطة اليمنية امس خلال تجمع مناهض للرئيس اليمني في مدينة تعز بجنوب صنعاء، كما ذكرت مصادر طبية.