تترقب الدوائر الرسمية والشعبية البريطانية والأميريكية باهتمام بالغ زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان مطلع آذار (مارس) المقبل. وأوضحت صحيفة التايمز البريطانية في تقرير مطول لها أن زيارة ولي العهد «تحظى باهتمام كبير من الحكومة في بريطانيا»، لافتة إلى سعي لندن نحو «الفوز بعلاقات أكثر دفئاً مع الرياض». ونقلت الصحيفة في تقرير لها أمس (الأربعاء) عن مصادر وصفتها ب«الرسمية» أن «الأمير محمد بن سلمان سيحظى باهتمام كبير في زيارته إلى بريطانيا الشهر المقبل، وسط اهتمام بالفوز بعلاقات أكثر دفئاً مع الرياض». وقالت وزارة الخارجية البريطانية: «إنه لم يتم بعد تأكيد موعد الزيارة»، فيما أكد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، حرصه على أن «يظهر للجمهور البريطاني وجهاً إصلاحياً اجتماعياً لحليف خليجي». ووصف خبراء الجولة بأنها «تعكس حجم التغيير والانفتاح الكبير الذي تشهده المملكة». وأوضحت «المونيتور» في تقرير لمراسلها في «البنتاغون» جاك ديتسش، في الثاني من شباط (فبراير) الجاري، أن «الجولة التي تستغرق أسبوعاً، والتي تبدأ مطلع مارس المقبل، مع توقف محتمل في واشنطنوبوسطن وسان فرانسيسكو ونيويورك وهيوستن، تهدف إلى إثبات أن الرياض ترحب بالاستثمارات الدولية بعد أن قاد ولي العهد عملية تطهير كبرى في المملكة». وأضاف التقرير أن الأمير محمد بن سلمان يقود عملية تحول كبرى تدفع نحو تنويع الاقتصاد السعودي، وعدم ركونه إلى النفط كمصدر وحيد للدخل، لافتة إلى أن رؤية المملكة 2030 تقود نحو تحقيق هذا الهدف. وأشار التقرير إلى أن الجولة تهدف إلى أن تكون «محطة سعودية» على طول الطريق لبناء روابط رفيعة المستوى مع الصناعات الرائدة في أميركا لتوطينها في المملكة «من التعليم العالي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا المرموقة خارج بوسطن لإنتاج الطاقة في هيوستن». ونقلت «المونيتور» في تقريرها تصريحاً لسفير المملكة لدى أميركا الأمير خالد بن سلمان، قال فيه: «نعمل جنباً إلى جنب مع الجهات الحكومية السعودية ذات الصلة على تنظيم رحلة لولي العهد، وتفاصيلها لا تزال قيد التحديد». فيما نقلت وول ستريت جورنال في تقرير لها في اليوم ذاته، أنه «من المتوقع أن يتطرق ولي العهد إلى إمكان إدراج شركة النفط الوطنية (أرامكو السعودية) في بورصة نيويورك للأوراق المالية، إضافة إلى أن الحصول على دعم من قطاع التكنولوجيا في أميركا سيكون أيضاً محوراً مهماً للزيارة مثل التوقيع مع شركة غوغل لبناء مركز تكنولوجي كبير في المملكة». من جهته، قال الباحث الزائر في معهد المشاريع الأميركية اندرو بوين إن الزيارة تصب في خدمة التحولات التي تشهدها المملكة خاصة، وإن للأمير محمد بن سلمان لقاءات سابقة مع عمالقة التكنولوجيا الأميركية خلال زيارته الأخيرة إلى الولاياتالمتحدة في 2017، إذ التقى الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك مارك زوكربيرج في وادي السيليكون، كما أعلن عن استثمار بقيمة 3.5 بليون دولار في (أوبر) خلال رحلة 2016 إلى سان فرانسيسكو.