بدا ان «الحرس الثوري الايراني» باشر تعبئة في صفوف «الباسيج» في ظل تأزم الصراع على السلطة، فيما واكب المحافظون اطلاق متظاهرين في مدينة شيراز اول من امس شعارات اعتبرت الأولي من نوعها، ونادت ب «الموت» لمدير مكتب الرئيس محمود احمدي نجاد، اسفنديار رحيم مشائي، والذي وصفته بأنه «منحرف». واطلق المحافظون اتهامات جديدة شملت اعلان علي سعيدي، مندوب المرشد علي خامنئي في جهاز «الحرس الثوري»، وجود «عناصر مندسة فاسدة» داخل الفريق الرئاسي لنجاد الذي طالبه بالعودة الى «الصراط المستقيم». وانضم اليه قائد الجهاز الجنرال محمد علي جعفري الذي اتهم نجاد بمحاولة شراء اصوات لمرشحيه في مواجهة الغالبية المحافظة في الانتخابات الاشتراعية المقررة في آذار (مارس) 2012، فيما لم يستبعد عضو اللجنة الرئاسية في مجلس الشوري محمد دهقان، فقدان نجاد منصبه اذا واصل دعمه لمشائي «المصاب بأوهام الأفكار الليبرالية والقومية». وعزز تأييد مندوب المرشد الأوساط التي ترى خطراً في الوضع الحالي للحكومة ومستقبلها السياسي، تكهنات باحتمال تغيير فريق نجاد، وعلى رأسه مشائي المتهم بقيادة تيار هدفه نسف مؤسسات الجمهورية الاسلامية. وعلى رغم أشادته بنتائج عملها، رأى سعيدي ان الحكومة «مصابة ببلاء كبير، في ظل سلوكها اتجاه النظام الرأسمالي الذي يتعارض مع توجيهات الامام والقيادة المتمسكة بالعدالة الاجتماعية»، لافتاً الي ان نجاد رفض الاستجابة بسهولة لطلب ازاحة مشائي من منصب نائبه الأول عام 2009، ثم اعطاه «صلاحيات اوسع» كمدير لمكتبه. وانتقد سعيدي آلية عزل الرئيس لوزراء بينهم وزير الخارجية منوشهر متقي لدى وجوده خارج ايران، و»تمرده» على قرار خامنئي منع اقالة رئيس الاستخبارات حيدر مصلحي، مذكراً اياه بأن «دعم امة حزب الله والعلماء يشترط ولاءه (نجاد) لولي الفقيه، لذا يجب ألا يتوقع دعمهم في حال احساسهم بابتعاده عنهم». وأسف سعيدي لوقوع «أفراد» في الحكومة في شراك «اعمال محرّمة مثل التنويم والسحر تجعلهم فاسدين»، علماً ان المحافظين المتطرفين انتقلوا اخيراً من التحذير من تأثير مشائي على الرئيس، الى اتهام الأول بأنه «سحره». ولدعم هذه الاتهامات، اعلن القضاء الذي تصدى للسلطة التنفيذية في ملفات عدة، اعتقال «سحرة» اتهمهم بتنفيذ شعوذات في محيط نجاد. وفي كلمة القاها خلال اجتماع لمسؤولي التعبئة الشعبية (الباسيج) في الجامعات، اعلن قائد «الحرس الثوري» الجنرال محمد علي جعفري ان افكار التيار المحيط بالرئيس «تقلق الثوريين»، محذراً من شراء هذا التيار اصوات للانتخابات الاشتراعية. ولفت جعفري الي محاولة المرشد عدم جعل المسألة القضية الأساسية في ايران «علي رغم عدم امكان محوها من اذهان محبي القيادة». ودعا «الباسيج» الى التحلي بجاهزية عالية لمواجهة الاستحقاقات بأعلي درجة من المسؤولية. كذلك، انتقد دهقان افكار مشائي حول العقيدة، مندداً باتهام انصاره المحافظين بمحاولة اسقاط نجاد عبر محاربة مكتبه، وقال إن «الشعب الايراني لم يحب الرئيس بسبب جماله، بل بسبب ولائه وخطابه وشعاراته». ويستمر نجاد في الدفاع عن مستشاره الرئيسي مشائي نافياً كل التهم الموجهة اليه، وكذلك عن نائبه حميد بقائي الذي يلوح القضاء والأوساط المحافظة باحتمال اتهامه باستغلال السلطة. ورد النائب الأول للرئيس محمد رضا رحيمي أمس، بوصف مطلقي الاتهامات التي «لا صحة لها» ضد الحكومة، بأنهم «اشخاص خطرون جداً يضعون عقبات امام الحكومة والنظام».