ظلت قوات الأمن الفرنسية تطوق المبنى الذي يقيم فيه المشتب به محمد مراح منذ الساعة الثالثة من فجر أمس الأربعاء. وكان الجاني عمد في البداية إلى إطلاق النار على عناصر الأمن فأصاب ثلاثة منهم بجروح. وبعد ذلك تخلى عن أحد أسلحته وتحاور معهم ووعد بتسليم نفسه في وقت لاحق. وقال إنه عمد في الأيام الأخيرة إلى قتل مدرس فرنسي يهودي وابنيه وبنتين في مدينة تولوز وقتل قبل ذلك ثلاثة جنود فرنسيين وأصاب جنديا آخر بجروح بليغة. بل إنه ذهب إلى حد القول إنه كان يستعد لاقتراف جريمة جديدة يوم أمس لو لم يطوق من قبل قوات الأمن. وأكد أنه فعل ذلك ليثأر للأطفال الفلسطينيين الذين تقتلهم إسرائيل وليحتج على تدخلات فرنسا العسكرية لاسيما في أفغانستان. وقال الشاب أيضا بعد تطويق الشقة التي كان يقيم فيها من قبل قوات الأمن إنه ينتمي إلى تنظيم القاعدة. وقال النائب العام في باريس فرانسوا مولان ان المنفذ المفترض لاعتداءي مونتوبان وتولوز المتحصن في بناية بتولوز ابلغ شرطيين انه يريد ان يسلم نفسه "مساء" الاربعاء، وقال انه تصرف بمفرده في الهجومين. وأفادت معلومات وزارة الداخلية الفرنسية أن أجهزة المخابرات الفرنسية تعرف الشاب بشكل جيد وأنها تراقبه منذ سنوات لاسيما بعد أن تلقى دورات على استخدام الأسلحة قبل سنوات في كل من أفغانستان وباكستان. بل إنه أوقف مرة في قندهار. كما أوقف مرارا عديدة في فرنسا بسبب جنح عديدة ارتكبها منها السرقة واستخدام العنف. وأكد محاميه أنه يعرفه منذ كان في الخامسة عشرة من عمره. وقال إن آخر مرة رافع خلالها عن موكله تعود إلى الرابع والعشرين من شهر فبراير الماضي. وأوضح المحامي أن هذا الشاب لم يكن عنيفا في تصرفاته وهو ما أكده جيرانه أمس. وقد حكمت محكمة تولوز آنذاك بسجن محمد مراح لمدة شهر بعد اتهامه بسياقة سيارة دون رخصة. ومن العناصر التي ساعدت على ضبط الجاني أنه ارتكب جرائمه الأخيرة ضد الجنود الفرنسيين المسلمين والأطفال الفرنسيين اليهود وهو يمتطي دراجة نارية وبالسلاح ذاته. وأهم العناصر الأخرى التي ساعدت على التعرف إليه رسالة أرسلها عبر الإنترنت إلى أحد الجنود الذين قتلهم أعرب فيها عن رغبته في شراء دراجة نارية كان هذا الأخير قد عرضها على البيع. وكان محمد مراح اتصل الليلة قبل الماضية بقناة " فرانس 24" التلفزيونية الفرنسية في حدود الساعة الثانية ليعلن أنه هو المسؤول عن الجرائم المنسوبة إليه وأنه ليس ثمة "أي شيء قادر على الحيلولة دونه ودون المضي قدما في ارتكاب جرائم أخرى إلا الموت وهو مرفوع الرأس "حسب ما ذكرت الصحافية التي تمكنت من التحدث إليه لمدة عشر دقائق. وقد عمدت السلطات القضائية الفرنسية إلى إيقاف عدد من أفراد أسرة الجاني منهم والدته وشقيقاه وشقيقاته للتحقيق معهم، وتسعى الشرطة جاهدة إلى معرفة ما إذا كان محمد مراح قد تحرك بمفرده أم أن ذلك مندرج في إطار خطة تنفذها عدة أطراف. وزار الرئيس الفرنسي ساركوزي بعد ظهر أمس الخلية الأمنية التي وضعت قرب مقر إقامة الجاني بعد زيارة عناصر الأمن الثلاثة الذين أصيبوا بجروح صباح أمس وشاب فرنسي يهودي كان قد أصابه الجاني بجروح بليغة يوم الاثنين الماضي قرب المدرسة اليهودية في مدينة تولوز. واتصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما بساركوزي وأكد ان فرنسا والولايات المتحدة مصممتان على مكافحة الارهاب. وكشف مدعٍ فرنسي أمس ان الجيش الامريكي قام بترحيل المشتبه به بجريمة تولوز الى فرنسا بعد اعتقاله في قندهار بأفغانستان. وقال المدعي فرانسوا مولان للصحافيين أن الشرطة الافغانية اعتقلت الشاب ثم سلمته الى الجيش الأمريكي "الذي وضعه على أول طائرة متوجهة الى فرنسا". ولم يكشف مولان، المسؤول عن شؤون مكافحة الارهاب في فرنسا والذي يشرف على التحقيق في مقتل ثلاثة جنود وثلاثة أطفال يهود ومدرسهم، عن تفاصيل او تاريخ اعتقال المشتبه به محمد مراح في افغانستان. وقال ان ذلك حدث أثناء رحلة من رحلتين قام بها مراح (23 عاما) الى أفغانستان.