أكد نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني، أن استقرار أسعار النفط في حدود 100 دولار للبرميل «معقولة ومقبولة للمستهلكين والمنتجين ولن تؤثر في نمو الاقتصاد العالمي». وقال في حديث إلى «الحياة»، على هامش لقائه المفوض الأوروبي للطاقة غونتير أويتينغر، إن «ارتفاع الأسعار إلى أكثر من 80 دولاراً للبرميل، يشجع على تطوير حقول الاحتياطات التي تتطلب استثمارات هائلة»، موضحاً أن الربيع العربي لم يؤثر على إمدادات السوق العالمية، بعدما عوضت السعودية والعراق انخفاض الانتاج الليبي. وأجرى الشهرستاني في بروكسيل مباحثات مع المفوض الأوروبي للطاقة حول مستقبل التعاون، إذ يبحث الاتحاد عن فرص تنويع مصادر تزوده بالطاقة، في وقت يبذل العراق جهوداً حثيثة لتطوير صناعات النفط والغاز الكهرباء. واتفق الجانبان على «مساعدة العراق لتجاوز مشكلة الكهرباء والطاقة عبر بناء محطات كهربائية تستخدم مصادر الطاقة المتجددة، البحث معاً في كميات الغاز التي يمكن تصديرها إلى السوق العالمية، منها السوق الأوروبية، من خلال الشبكة الجنوبية (التي تنقل منتجات بحر قزوين إلى اوروبا). كما بحثا إمكان زيادة صادرات النفط العراقي إلى الاتحاد الأوروبي، وتدريب الكوادر العراقية في مجال الطاقة. وتتركز إستراتيجية العراق في مجال الطاقة على توسيع قدرات الانتاج لتأمين للطلب الداخلي وتصديرالفائض. وكشف عن عقود لبناء محطات كهربائية بطاقة 7500 ميغاوات خلال العام الجاري، وعقود أخرى للعام المقبل. وتقدر كلفة انتاج 1000 ميغاوات بنحو بليون دولار، ويتوقع أن تصل الكلفة الإجمالية للاستثمارات في محطات الكهرباء الحرارية خلال عامين إلى 15 بليون دولار. ويخطط العراق لرفع انتاجه من النفط في شكل تدريجي إلى 12 مليون برميل يومياً عام 2017، أي ما يضاهي انتاج السعودية ويفوق انتاج روسيا. وأعلن شهرستاني أن السلطات المعنية وقعت عقوداً مع كبار المؤسسات العالمية منها «ايكسون» الأميركية و «بي بي» البريطانية و «شيل» الهولندية و «توتال» الفرنسية ومؤسسات أخرى من النروج وماليزيا والصين. وأكد سعي العراق لتطوير شبكات نقل الطاقة والموانئ التي ستتيح له في السنوات المقبلة زيادة مبيعاته في السوق العالمية، من خلال مد شبكات أنابيب جديدة في جنوبي البلاد، وبناء ميناءين عائمين نهاية هذا العام إضافة إلى الميناءين القائمين في «شط العرب» وتحديث أنبوب نقل النفط إلى ميناء «جيهان» التركي. كما يجري التفاوض لإعادة تأهيل انبوب تصدير النفط عبر ميناء بانياس في سورية وبناء شبكات لربط العراق بمشروع شبكات الغاز العربي التي تربط مصر ودول المشرق العربي وتركيا واوروبا.