كثفت الطائرات الروسية غاراتها على بلدات ومدن يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في محافظة إدلب شمال سورية ليلة أمس (الأحد)، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، بعد يوم من إسقاط قوات المعارضة طائرة حربية روسية وقتل قائدها. وقالت مصادر في الدفاع المدني إن «الغارات الجوية قصفت بلدتي كفر نبل ومعصران، إضافة إلى مدن سراقب ومعرة النعمان وإدلب، وإنه تم الإبلاغ عن سقوط الكثير من القتلى وعشرات من الجرحى، مع رفع رجال الإنقاذ الأنقاض». وأفاد شهود وسكان بأن مستشفى أصيب في معرة النعمان، وهناك مخاوف من أن يكون ما لا يقل عن خمسة أشخاص قُتلوا في هجوم آخر ألحق أضراراً ببناية سكنية في كفر نبل. وظهر في شريط مصور سجله رجال الإنقاذ قيام رجال الدفاع المدني بإخراج أطفال على محفات من المستشفى الذي تعرض للقصف، في الوقت الذي كان فيه رجال إنقاذ آخرون يكافحون لإخماد حريق. وفي إدلب، أفاد شاهد بأن مبنى مؤلفاً من خمسة طوابق سُوي بالأرض، وإن هناك مخاوف من أن يكون ما لا يقل عن 15 شخصاً لقوا حتفهم. وأوضخ رجال الإنقاذ أن الغارات الجوية التي شُنت السبت الماضي، بعد إسقاط الطائرة أدت إلى سقوط ما لا يقل عن عشرة قتلى، بينهم أطفال في خان السبل قرب المكان الذي سقطت فيه الطائرة. وقالت هيئة محلية للدفاع المدني إنه «تم انتشال جثث أسرة مؤلفة من سبعة أفراد من تحت الأنقاض، بعد هجوم آخر في بلدة معصران». وقال مسعف في الدفاع المدني أحمد هلال: «انتشلنا الجثث من تحت الأسقف المهدمة. الروس ينتقمون من الأهالي الكثير منهم أصلاً من المهجرين والنازحين من القصف على قراهم». وشن مقاتلون من المعارضة أمس هجوما مضادا على الجيش السوري والفصائل المدعومة من إيران قرب قاعدة أبو الضهور الجوية في جنوب إدلب. وأدى القصف الجوي ومخاوف من قيام القوات السورية المتقدمة ومعها الفصائل المدعومة من إيران بعمليات انتقامية إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين شمالاً، بحثا عن الأمان في مخيمات موقتة على الجانب السوري من الحدود التركية. وتدفق السوريون على إدلب بمعدل متسارع خلال العامين الماضيين، بعدما اضطروا إلى النزوح عن ديارهم في مناطق أخرى من سورية، استعادتها القوات الحكومية والفصائل المتحالفة معها من قوات المعارضة. وحذرت الأممالمتحدة وموظفو الإغاثة من حدوث كارثة إنسانية في حال اقترب القتال من أكثر المناطق كثافة سكانية في إدلب، حيث يعيش ما بين مليوني وثلاثة ملايين نسمة تقريبا. وعلى صعيد آخر، قتل جنديان تركيان آخران أمس في العملية التي تشنها القوات التركية في شمال سورية، ما يرفع حصيلة الجنود الذين قتلوا منذ انطلاق العملية في 20 كانون الثاني (يناير) الماضي الى 16، وفق ما أعلن الجيش في بيان. وقال بيان الجيش إن خمسة جنود آخرين اصيبوا بجروح في سورية أمس، لكنه لم يعط تفاصيل حول ملابسات مقتل الجنديين والاصابات. ويأتي مقتل الجنديين، بعد سقوط سبعة قتلى في صفوف القوات التركية السبت الماضي، من بينهم خمسة في هجوم على دبابة، ما يشكل أكبر حصيلة قتلى للجيش التركي في يوم واحد منذ انطلاق الحملة العسكرية. وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان صرح امام صحافيين أمس: «تم القضاء على 935 ارهابيا حتى الان في العملية»، من دون التمكن من التأكد من هذا العدد من مصدر مستقل.