بين هبّة باردة وأخرى ساخنة على خلاف الطقس الجليدي (أكثر من 10 درجات تحت الصفر) في مدينة بيونغ تشانغ الكورية الجنوبية، مسرح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي تفتتح الجمعة المقبل، يعيش الرياضيون الروس الطامحون إلى خوض المنافسات ولو تحت الراية الأولمبية واسم «رياضي أولمبي من روسيا». إذ اعتبر رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ أمس، أن قرار محكمة التحكيم الرياضي إلغاء عقوبة الإيقاف مدى الحياة ل28 رياضياً روسياً، والتي فُرضت على خلفية فضيحة المنشطات، جاء مخيّباً ومفاجئاً. وقال في بيونغ تشانغ عقب اجتماعات اللجنة التنفيذية للأولمبية الدولية: «لم نكن نتوقّع ذلك أبداً، وقد بحثنا مطوّلاً في هذا الوضع خلال جلساتنا». والرياضيون ال28 كانوا ضمن 43 رياضياً فرضت عليهم الأولمبية الدولية تلك العقوبة. ولفت باخ إلى أن قرار محكمة التحكيم الرياضي (تاس) ومقرها لوزان، يُظهر حاجتها إلى «إصلاح هيكليتها». ومن بين الرياضيين ال43 الذين عاقبتهم الأولمبية الدولية، قدّم 42 استئنافاً إلى «تاس» التي قررت الخميس الماضي رفع الإيقاف بالكامل عن 28 منهم لعدم وجود «أدلة كافية» على إفادتهم من نظام التنشّط، وألغت عقوبة الإيقاف مدى الحياة ل11 آخرين واكتفت بمنعهم من المشاركة في بيونغ تشانغ فقط. ولم تتخذ بعد قراراً في شأن الرياضيين الثلاثة الباقين. وفي حين شددت اللجنة الأولمبية الدولية بعد صدور القرار على أن رفع العقوبة لا يضمن تلقائياً حق المنافسة في دورة بيونغ تشانغ، أشارت أول من أمس إلى أن 13 رياضياً ومدربَيْن سيكونون من المؤهلين للمشاركة، بعد اعتزال 13 من الرياضيين ال28. وأكدت اللجنة الأولمبية أنها ستدرس ملفات المؤهلين لاتخاذ قرار في شأن مَن منهم سيسمح له فعلياً بهذه المشاركة. وكانت الأولمبية الدولية سمحت ل169 رياضياً ثبتت «نظافتهم» من المنشطات، بخوض الألعاب تحت راية محايدة. على صعيد آخر، شهدت المباراة التحضيرية الأولى أمس لمنتخب الهوكي على الجليد للسيدات الموحّد بين الكوريتين الشمالية والجنوبية أمام السويد في إينشيون، احتجاجات بين مؤيدين للتقارب بين البلدين ومناهضين له. وعززت السلطات خارج الملعب إجراءاتها الأمنية، وفصل عناصر أمن وانضباط بين عشرات المحتجين الموزّعين بين مجموعة مؤيّدة للتقارب ترفع شعار «ألعاب السلام الأولمبية»، وأخرى تصف الأولمبياد بأنه «دورة ألعاب بيونغ يانغ»، العاصمة الشمالية. وردد المعترضون شعارات مناهضة لكوريا الشمالية وزعيمها كيم جونغ أون، ومزّقوا علم التوحيد (خريطة الكوريتين باللون الأزرق على خلفية بيضاء)، بينما حض المؤيدون الرياضيين على المساهمة في السلام بين البلدين. وكانت لاعبات «المنتخب الكوري» وصلن إلى الحلبة وهن يرتدين ملابس رياضية باللونين الأزرق والأحمر، كتِب عليها «كوريا» فقط. وانتهت المباراة بفوز منتخب السويد 3-1 أمام حوالى 3 آلاف متفرّج. وستكون المشاركة بمنتخب موحّد الأولى من نوعها منذ العام 1991 للكوريتين، اللتين لا تزالان في حال حرب رسمياً منذ خمسينات القرن ال20. وقرر الشمال إرسال رياضيين للمشاركة في بيونغ تشانغ التي يرغب الجنوب في أن تكون «ألعاب السلام». وسيمثل وفد مشترك البلدين في حفلة الافتتاح. إلى ذلك، دافعت كوريا الشمالية عن حقها في تنظيم عرض عسكري لمناسبة الذكرى ال70 لتأسيس جيشها في 8 الشهر الجاري، قبل يوم من افتتاح الألعاب رسمياً. وفيما نظّم العرض السنوي في 25 نيسان (أبريل) على مدى أعوام، إلا أن الحكومة أعلنت الشهر الماضي أنه سيقام بدءاً من هذه السنة في 8 شباط. ودافعت صحيفة «رودونغ سينمون» الناطقة باسم الحزب الحاكم، عن ذلك بإشارتها إلى أنه «لا يحق لأحد الاعتراض» على تنظيم العرض. وأوردت: «إنه تقليد ويُعد بديهياً أن تأخذ أي دولة في العالم ذكرى تأسيس جيشها بجدية بالغة وتحتفل بها». وأظهرت صور ملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية جنوداً كوريين شماليين وعربات مدرّعة تتمرن كما يبدو للعرض، الذي يمكن أن يُنظر إليه كاستعراض لقوة بيونغيانغ العسكرية. واتهم منتقدون كوريا الشمالية بإعادة جدولة العرض لتعكير الأجواء خلال الألعاب الأولمبية. لكن الصحيفة وصفت هذه الاتهامات بأنها «خبيثة»، مشيرة إلى أن الجيش الكوري الشمالي تأسس بتاريخ 8 شباط قبل 7 عقود. وألغت كوريا الشمالية الإثنين الماضي نشاطاً ثقافياً مشتركاً مع جارتها الجنوبية قبيل الألعاب احتجاجاً على انتقادات وسائل الإعلام الكورية الجنوبية لعرضها العسكري.