لم يحدث أن ذكرت وكالات الأنباء خبراً عن تنقّل إيكر كاسياس إلى مانشستريونايتد خاصّة بعد أن بلغ الحارس فاندر سار سنّ التقاعد.. ولم يحدث أن فكّر ريال مدريد في التخلّي عن حارسه الذهبي.. ولم يحدث أيضاً أن أبدى إيكر رغبته في تغيير الأجواء ومغادرة النادي الملكي.. لكن الخبر يتعلق بإيكر من نوع آخر، وهو أخطبوط إسباني يقيم في مسبح زجاجي بمنطقة تسمى ابن المدينة غير بعيدة عن ملقة.. ومنح اسم إيكر تيمناً ببركات الحارس الأسطوري لإسبانيا. وتفيد الأخبار الواردة من جنوب الأندلس أن الأخطبوط المذكور نجح في تكهناته الأخيرة كلها، سواء تعلّق الأمر بفوز البارصا على الريال، أو تعادلهما في مباراة العودة، أو فوز الريال بكأس ملك إسبانيا، أو وصول البارشا نهائي كأس رابطة أبطال أوروبا.. فاستحق بذلك لقب خليفة الأخطبوط الراحل بول، والذي تنبأ بنتائج مباريات المونديال إلى غاية فوز إسبانيا من دون أن يخطئ.. ما جعل «الخطابيط» تحظى برعاية خاصّة، وكأنها تحوز بركات لا يمكن أن ينالها البشر، أو من ينتسب إليهم من عرافين وقارئات فنجان. إيكر الأخطبوط، ابتلع قليلاً من السردين الذي وضع في أنبوب يحمل ألوان مانشستر يونايتد، ما فسره علماء الخرافة والتنجيم على أنه إشارة لفوز النادي الإنكليزي العريق.. فعلق ذوو الألسنة الطويلة قائلين «وماذا تريدون من أخطبوط يحمل اسم حارس الريال كاسياس، غريم البارشا؟». وشعر عشاق برشلونة بأن الأخطبوط إيكر «غير وطني» و«عديم الانتماء» وأنه يستحق النفي إلى جزر الكاريبي.. إذ كان عليه أن يرشح رفاق ميسي ولو كانت النتيجة خلاف ذلك. وبهذا التكهن، يتحول إيكر إلى حارس لنادي مانشستر يونايتد، ومدافعاً عن حظوظه في مباراة تاريخية.. عشاق الريال هللوا لإيكر الأندلسي، وقالوا ما لم ننله بأقدامنا من برشلونة، فليكن من خلال هذا المخلوق الذي جعل الذعر يدب في أوصال بويول وإخوته.. أما عشاق برشلونة فطالبوا ميسي وإنييستا وتشافي بتحطيم أكثر من أسطورة، أسطورة ويمبلي الذي لا يهزم فيه مانشستر، وأسطورة مانشستر الذي سيجعل السير فيرغسون يبتلع علكته، وأسطورة الأخطبوط الذي يرى ما لا يراه البشر. مباراة اليوم، أطلقوا عليها مثل كل المباريات القوية والحاسمة، مباراة القرن التي تحبس الأنفاس. فالرهان اليوم بين كرتين، الإسبانية التي كرّست في السنوات الأخيرة منطق اللعبة الأكثر إمتاعاً في العالم.. والإنكليزية التي تريد التأكيد على أن الكرة التي ولدت في أرض الضباب لم تمت، ولا تزال قادرة على جلب الكؤوس وجني الفلوس. والمعركة ستكون بين جيلين، أحدهما من الشباب يقوده غوارديولا الذي يعتقد جازماً بأن لا فائدة من كرة ليست ممتعة إن لم تكن شاملة، ولن تكون شاملة إذا لم يكن في الفريق أحد عشر مجنوناً بالكرة، والسير ألكسندر شابمان فيرغسون الأسكتلندي الذي ينتمي لجيل الحرب الباردة، بكرة براغماتية، تسعى للوصول إلى هدف واحد هو الفوز، كيف وبمن ومتى، كل ذلك لا يدخل في فلسفة الشيخ الإنكليزي الذي يرفض التقاعد فوق السبعين.. وبين الرجلين سيصفق العالم للفائز، لأن الفريقين يضمان ألمع نجوم الكرة في الوقت الحاضر.. ومن دون شك فإن كثيراً من العيون تكون شاخصة في.. إيكر، إما لتحيّته أو لتنحيّته. [email protected]