وصف المندوب الليبي (المعارضة) لدى الأممالمتحدة السفير عبدالرحمن شلقم اجتماعه مع وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف في موسكو بأنه كان «ممتازاً». وقال ل «الحياة» إن لافروف أكد له «أن النظام الليبي جزء من الماضي بينما المجلس الوطني الانتقالي جزء من المستقبل». وأضاف أنه على رغم التحفظات الروسية على ما حدث «في مجلس الأمن الدولي في ما يتعلق بليبيا ومنطقة حظر الطيران وعمليات قصف حلف شمال الأطلسي (ناتو)، فقد وجدت عند لافروف كل التفهم، وكل المعارضة للطغيان وأيضاً الفهم لدور المجلس الوطني الانتقالي». وأكد شلقم أنه في حال أراد العقيد معمر القذافي الحل عبر التنحي والرحيل «فليتفاوض مع الأممالمتحدة في الأمر، فلا يوجد ليبي مستعد للتفاوض مع القذافي». وتابع أن القذافي «يعرف أنه انتهى وأن عنده فرصة 3 أسابيع حتى صدور مذكرة المحكمة الجنائية الدولية» لإلقاء القبض عليه. وطالب الأمين العام لجامعة الدول العربية «التي ساهمت إيجابياً في ملف ليبيا» بأن يقول للقذافي «تنحَّ، اذهب». وقال «إننا نطلب من الجامعة العربية ألا تكون بعيدة عن الملف الليبي». وكشف شلقم أن معلومات وصلته أثناء زيارته تونس «أن القذافي بعث بثلاثة قناصين إلى تونس لاغتيالي وكانوا يعتقدون إنني سأنام في تونس». إلا أنه انتقل من تونس إلى مالطا ثم روما. وقال إنه أثناء اجتماعه برئيس الوزراء التونسي الباجي قائد السبسي «تحدثنا عن رؤيتنا، بعد سقوط القذافي، لمشروع تكامل ليبي - تونسي ليكون مشروعاً متكاملاً». وأكد شلقم «أننا نقدّر ظروف تونس ولا نطلب منها أكثر مما تستطيع سيما أن الوضع الإنساني الليبي في تونس يثقلها». وقال شلقم إنه أجرى أيضاً محادثات في مالطا حيث «أعلن لي رئيس الوزراء (المالطي) أن المجلس الانتقالي هو المحاور الشرعي الوحيد باسم الشعب الليبي» وأن الحديث تناول العلاقات بين الدولتين «في مرحلة ما بعد القذافي ضمن خطة تنموية بين ليبيا ومالطا». واجتمع شلقم الخميس مع وزير خارجية إيطاليا وقال إن محادثاته تتناول «العلاقات الليبية - الإيطالية وتفعيل كل الاتفاقات والالتزامات في المجال النفطي والأثري والسياحة والتعاون الاقتصادي المستقبلي بين ليبيا وإيطاليا». وعن محادثاته في موسكو، قال شلقم إن «لافروف تحدث عن تحفظات عما حدث في مجلس الأمن في ما يتعلق بليبيا وقال إن فرض منطقة حظر الطيران لا يعني القصف والضرب». وتابع: «أوضحت له موقفنا بأنه لو لم يتدخل حلف الناتو لكانت بنغازي اليوم قبراً جماعياً». وأضاف أنه ذكّر لافروف بأنه كان رئيس اللجنة الليبية - الروسية المشتركة ووقعا معاً عدة مشاريع تطوير وتعاون من بناء سكة حديد إلى مشاريع أكبر. وأشار الى الاستعداد لتطوير مماثل بل أكبر مما حصل في عهد القذافي. وقال: «قلت له: افهموا التغيير في المجتمع العربي الذي ينتقل من القمع والطغيان إلى الحرية، فلا تعادوا المستقبل العربي لا في ليبيا ولا في سورية ولا في اليمن ولا في أي مكان آخر، فهذه أنظمة الماضي، كونوا مع المستقبل». وأضاف شلقم: «تكلمت معه بكل صراحة بأن في الوطن العربي الآتي لن يكون هناك طغيان في أي مكان، وقلت له ألا يراهنوا على الطغاة بل على حرية العرب وتقدم العرب، نريدكم معنا في كيان الحرية العربي».