كرر القادة الأوروبيون في ختام قمة مجموعة الدول الثماني في دوفيل (ساحل النورماندي الفرنسي) تمسكهم برحيل العقيد معمر القذافي عن الحكم في ليبيا، وقابلوا بتحفظ ملحوظ عرض روسيا التوسط مع العقيد الليبي لتأمين رحيله. وجاء ذلك في وقت وصف المندوب الليبي لدى الأممالمتحدة (المعارضة) السفير عبدالرحمن شلقم اجتماعه مع وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف في موسكو بأنه كان «ممتازاً». وقال ل «الحياة» إن لافروف أكد له «أن النظام الليبي جزء من الماضي بينما المجلس الوطني الانتقالي جزء من المستقبل». وأكد شلقم أنه في حال أراد العقيد القذافي الحل عبر التنحي والرحيل «فليتفاوض مع الأممالمتحدة في الأمر، فلا يوجد ليبي مستعد للتفاوض مع القذافي». واضاف أن القذافي «يعرف أنه انتهى وأن عنده فرصة 3 أسابيع حتى صدور مذكرة المحكمة الجنائية الدولية» للقبض عليه. وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن الولاياتالمتحدة وفرنسا على اتفاق كامل بضرورة استمرار التدخل الذي يقوده حلف شمال الاطلسي في ليبيا إلى أن تنتهي الأزمة. ونقلت «رويترز» عن أوباما في إفادة صحافية خلال قمة مجموعة الثماني: «اتفقنا على أننا حققنا تقدماً في حملتنا في ليبيا، وأن الوفاء بتفويض الأممالمتحدة بحماية المدنيين لن يتحقق مع بقاء القذافي في ليبيا، حيث يوجه قواته للقيام بأعمال عدوان ضد الشعب الليبي». وأضاف: «نحن مصممون على إنهاء المهمة». وقال ساركوزي في لقاء مع الصحافيين قبيل اختتام قمة دوفيل إن تكثيف العمليات العسكرية لحماية الشعب الليبي في إطار القرار 1973، ينبغي أن يؤدي إلى رحيل القذافي الذي بات «محور إجماع». وذكر أن ما تضمنه البيان الختامي للقمة حول القذافي «واضح وقاس جداً وحظي بقبول كافة أعضاء مجموعة الثمانية بما فيهم روسيا، إضافة إلى الشركاء الافريقيين الذين حضروا جانباً من القمة وأبدوا تضامناً كبيراً حيال الموقف من ليبيا». ورأى أن القذافي يمسك بمصيره، فإما أن يرحل ويجنّب شعبه آلاماً كبيرة أو يتعنت ويدفع بنفسه النتائج. وكرر الأمر ذاته رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون الذي أعلن فتح مرحلة جديدة من الحملة ضد القذافي، قائلاً إنه «لا يذكر» أن محادثاته مع الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف تناولت إمكان توسط روسيا مع القذافي. وقال كامرون إن من يريد أن ينقل رسالة للقذافي عليه أن يقول له «إرحل». ودعا مدفيديف، من جهته، العقيد القذافي إلى التخلي عن السلطة وقال إن روسيا لن توفر ملجأ له لكن دولاً أخرى قد تفعل ذلك. وقال إنه أرسل أمس مبعوثاً إلى بنغازي معقل المعارضة في اطار الجهود لانهاء الصراع. وقال إنه يأمل ان تتاح للمبعوث الفرصة للتحدث الى الجانبين. وأبدى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى تشككه في إمكان أن يترك العقيد معمر القذافي السلطة طوعاً. وقال، في مؤتمر صحافي على هامش القمة: «بحكم معرفتي بهذا الرجل لا أعتقد انه سيرحل».