نقلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خلال زيارة مفاجئة لإسلام آباد أمس، رافقها خلالها رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الأميرال مايك مولن، رسالة حاسمة من إدارة الرئيس باراك أوباما الى القيادة الباكستانية، تفيد بأن إسلام آباد يجب ان تبذل مزيداً من الجهد في محاربة حركة «طالبان» وتنظيم «القاعدة». وأعلنت ان «شخصاً ما في مكان ما وليس مسؤولاً باكستانياً على مستوى بارز» ساعد زعيم «القاعدة» اسامة بن لادن في التخفي سنوات في البلاد، قبل ان تقتله قوات كوماندوس أميركية في بلدة ابوت آباد قرب إسلام آباد مطلع الشهر الجاري. وحاولت وزيرة الخارجية الأميركية استخدام سياسة العصا والجزرة مع القيادتين المدنية والعسكرية في باكستان. واتهمت بعض المسؤولين ببذل «جهد ضئيل» لوقف حملة العداء الشعبية لواشنطن مستدركة: «معاداتنا ونظريات المؤامرة ضدنا لن تنهي مشاكل باكستان، كما اننا أكبر المتبرعين الدوليين لباكستان». وفهِم كلام الوزيرة بأنه تهديد مبطن باحتمال قطع المساعدات التي تقدمها واشنطن الى إسلام آباد. وتعهدت كلينتون دعم باكستان في حال واجهت المتشددين في مناطق القبائل وبذلت جهداً أكبر لمحاربة «القاعدة»، وحماية المصالح الأمنية الأميركية في المنطقة، من دون أن توضح تفاصيل هذا الدعم. وامتنعت عن تعهد عدم تنفيذ بلادها عملية آحادية مماثلة لتصفية بن لادن في باكستان، ولم تتطرق إلى الغارات التي تشنها طائرات أميركية من دون طيار على مناطق القبائل الباكستانية، وتثير غضباً شعبياً عارماً في باكستان. تزامن ذلك مع إعلان الجيش الباكستاني مقتل 26 متمرداً بغارات شنها سلاح الجو التابع له في منطقتي اورازكاي وكرام القبليتين المحاذيتين للحدود مع أفغانستان. وأكدت كلينتون ضرورة إشراك باكستان في الحل السلمي في أفغانستان، «على رغم انها تؤوي متمردين يهاجمون القوات الأجنبية هناك». وتنفيذاً لقرار الولاياتالمتحدة سحب مدربيها العسكريين في باكستان، أغلقت ثلاثة مراكز ارتباط للاستخبارات الأميركية في منطقتي كويتا وبيشاور القبليتين، تعاونت مع الاستخبارات الباكستانية في رصد أماكن المسلحين في مناطق القبائل، وقصفهم باستخدام طائرات من دون طيار. واعتبر مسؤولون في واشنطن ان هذا الإجراء سيفقد الخبراء العسكريين الأميركيين معلومات مهمة عن أماكن المسلحين القبليين، لكنهم أكدوا انه لن يؤدي الى وقف غارات الطائرات من دون طيار . على صعيد آخر، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مصادر في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) إن «إسلام آباد وافقت على زيارة خبراء الوكالة المنزل الذي قتل فيه بن لادن واستعانتهم بمعدات متطورة لتصوير جدرانه من اجل التدقيق في احتمال إخفاء أشياء داخلها، أو في باطن أرض المجمع» الذي تعتبر واشنطن إنه قد يحوي مواد سرية ل «القاعدة». ويصل الفريق الأمني الأميركي خلال أيام، فيما يتوقع هدم المجمع مباشرة بعد انتهاء مهمته. وفي نيودلهي (ا ف ب)، استهل وزير الداخلية ب. شيدمبرام محادثاته مع وزيرة الأمن الداخلي الأميركية جانيت نابوليتانو بإعلان ان باكستان «باتت دولة ضعيفة، والمركز العالمي للإرهاب، ما يجعلنا نعيش في اصعب جوار ربما في العالم، في وقت تعمل جماعات إرهابية تنشط في باكستان لزيادة اندماجها ببعضها».