أكّدت روسيا أن «مؤتمر الحوار الوطني السوري» الذي عُقد في سوتشي الأسبوع الماضي «سيقدّم مساهمة كبيرة في تحقيق تسوية سياسية في سورية تحت رعاية الأممالمتحدة»، في وقت أعلن الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش وجود «تفاهم كامل» مع موسكو في خصوص البيان الختامي للمؤتمر الذي أوصى بتشكيل لجنة دستورية. وبحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف في اتصال هاتفي أمس، التطورات السياسية في سورية. وأكد بيان صادر عن الكرملين أن الجانبين شددا على تنفيذ مقررات مؤتمر سوتشي، إضافة إلى تأكيد استمرار العمل في مسار آستانة. وأكد غوتيريش في مؤتمر صحافي مساء الجمعة، أن «سوتشي» كان «مبنياً على تفاهم مشترك بين روسياوالأممالمتحدة على طبيعته ومخرجاته، وعلى ما سيقدّمه لدفع مسار جنيف». وعبّر المسؤول الدولي عن «امتنانه» لروسيا ووزير خارجيتها سيرغي لافروف «على طريقة التواصل مع الأممالمتحدة»، مؤكداً أن «المؤتمر اختُتم ببيان يتوافق كلياً مع ما تفاهمنا عليه». وأشار إلى أن مؤتمر سوتشي تمحور حول مسألتي الدستور والإصلاحات الدستورية فقط، فيما أن مسار جنيف الذي ترعاه الأممالمتحدة «هو المنصّة الأوسع التي تشمل جميع جوانب قرار مجلس الأمن رقم 2254». وأضاف المسؤول الدولي: «هذا القرار ينصّ في شكل واضح على 3 محاور رئيسية، وهي الحكم والانتخابات والإصلاحات الدستورية، ومن جهة أخرى تمت إضافة محاور أخرى كمحاربة الإرهاب». وتابع: «مؤتمر سوتشي كان متعلقاً بالإصلاحات الدستورية، ولكن جنيف تبقى منصّة لجميع المحاور. لذا، فأجندة المحادثات التي تشهدها جنيف لن تكون محصورة بمسألة الدستور فقط بل ستتطرق إلى جميع النقاط الأخرى المتعلقة بالقرار 2254». واعتبر أن عملية السلام السورية وصلت إلى مرحلة مهمة بعد عقد مؤتمر سوتشي، خصوصاً لجهة إقرارها تشكيل لجنة دستورية. وأوضح أن الاتفاق النهائي على ولاية اللجنة وصلاحياتها وقواعد عملها ومعايير الاختيار، سيتم التوصل إليها في محادثات جنيف المستقبلية.في غضون ذلك، نقلت وسائل إعلام روسية تصريحات أدلاها وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس مساء الجمعة، اعتبر فيها أن مؤتمر سوتشي «فشل» في الوصول إلى نتائج مهمة. واعتبر ماتيس أن «الأسلوب الأكثر لباقة لوصف نتيجة المؤتمر هو بالقول أنه لم يحقق شيئاً»، وأضاف:»ها هم يعودون، ستيفان دي ميستورا، والأممالمتحدة إلى جنيف»، كما أفادت وكالة «سبوتنيك» الروسية، فيما نقلت قناة «روسيا اليوم» عن ماتيس قوله: «نريد العودة إلى مهمة القضاء على تنظيم داعش وتدمير مواقعه، وتحقيق شروط في سورية تمكننا من المشاركة بحرية أكبر في مفاوضات جنيف».