تبنت البحرين لهجة أكثر تصالحية واعدة بإصلاحات واعترفت أن الجانبين وقعا في أخطاء أثناء الأحداث. وقال ولي العهد البحريني الشيخ سلمان بن حمد ال خليفة، «إن المملكة ملتزمة مواصلة طريق الإصلاح وإنها ستراعي الاهتمامات المحلية والدولية على السواء». وقال الشيخ سلمان في بيان صدر ليل الأربعاء، وبعد لقاء مع وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ في لندن، إن أخطاء وقعت «من جميع الأطراف أثناء الفترة الأخيرة... لكن التجربة أفرزت عدداً من الدروس المستفادة». وأضاف «مع بقاء أيام قليلة على رفع حالة السلامة الوطنية (الطوارئ)، هناك نشاط كبير للتعامل الشامل مع قضايا أساسية تهم المستويين الوطني والدولي حيث أن هدفنا هو البناء على المسيرة التاريخية في التنمية والإصلاح». وذكر «أن مملكة البحرين ملتزمة، وبشكل كامل، الإصلاح المستمر ضمن إطار المشروع الإصلاحي الذي يقوده الملك حمد بن عيسى ال خليفة». لكنه قال إن «مواصلة خطوات التقدم تستند إلى أسس التوافق والاستقرار والاستدامة والمسؤولية مع وضع أهداف واقعية نصب أعيننا تكون قابلة للتحقيق ومقبولة للبحرينيين جميعاً». وأشار إلى أن مجلس الوزراء أكد ذلك في بيانه بالرغبة في استئناف العمل لتعزيز روح التفاهم والحوار والتواصل في المستقبل القريب لما فيه خدمة المواطنين كافة. وشدد على أن البحرين تمكنت من تجاوز الصعوبات في السابق وتخطيها وستتمكن من ذلك مجدداً كبلد موحد و»إنه ومع أهمية احترام الحريات في البحرين إلا أن ذلك على المدى الطويل لا يمكن أن يكون أبداً على حساب الأمن والاستقرار والقانون واحترام حقوق الآخرين. والبحرين حريصة على إظهار أن الاستقرار عاد إليها بعد الاضطرابات التي تفجرت في شباط (فبراير) وقتل فيها 29 شخصاً على الأقل. وتأمل البحرين الآن بالعودة إلى الوضع العادي في الأول من حزيران (يونيو) في أعقاب انتهاء حظر على التجول في المنامة هذا الأسبوع. ومن الناحية السياسة تريد الحكومة أيضاً أن تظهر أن الأمور عادت لطبيعتها. وقال جمال فخرو نائب رئيس البرلمان إن رفع حظر التجول وإنهاء الأحكام العرفية قبل الوقت المقرر يظهر أن الأمور تتحسن أفضل مما كان متوقعاً وإن الحياة تعود لطبيعتها. وأفرجت عن نحو 515 محتجزاً الأسبوع الجاري لكن المحاكمات العسكرية ليست مستمرة فحسب إنما تنظر في قضايا جديدة مثل قضية الفتى البالغ من العمر 14 سنة الذي تحدث عنه نشطاء في حقوق الإنسان الثلثاء. وقال نبيل رجب الناشط في الدفاع عن حقوق الإنسان إن رفع الأحكام العرفية «رسالة إلى قطاع الأعمال ولإعادة سباق فورمولا 1».