وسط إجراءات أمنية مشددة، أقام «جيش المهدي» (الجناح العسكري للتيار الصدري) امس استعراضاً سلمياً في مدينة الصدر وهي معقل أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وتقدم الاستعراض رجال دين وزعماء عشائر، وقدر عدد المشاركين فيه بثلاثين ألفاً، قدموا من مدن مختلفة. وبحضور ممثلين عن غالبية القوى السياسية العراقية، احرق أنصار الصدر العلمين الأميركي والإسرائيلي، ورددوا شعارات مناهضة للاحتلال. وتجمعت مجموعات كبيرة في ساحة مظفر في مدينة الصدر على شكل كراديس يتقدمهم رجال الدين وشيوخ عدد من العشائر من مختلف أنحاء العراق وتحرك الجميع في اتجاه ساحة الفلاح حيث منصة الاستعراض. وعلى طول الشوارع التي مر فيها المستعرضون رسمت الأعلام الأميركية والإسرائيلية والبريطانية ليدوس عليها المتعرضون، تعبيراً عن رفض العراقيين للاحتلال. وارتدى أنصار الصدر قبعات تحمل علم العراق وقمصاناً مطرزة بالعلم ذاته وسراويل سوداء. ورددوا شعارات مناهضة للوجود الأميركي في البلاد مثل:»كلا كلا أميركا و كلا كلا يا ظالم ونعم نعم للعراق ولبيك لبيك يامهدي» . وأكد النائب علي محسن التميمي، من الكتلة الصدرية في بيان، عقب الاستعراض أن «المشاركين في مسيرة التيار الصدري اليوم ( امس) لهم مطلب واضح هو خروج قوات الاحتلال من العراق بموجب الاتفاق الأمني الموقع بين الحكومتين العراقية والأميركية». وحذر في حال «تم تمديد بقاء القوات بعد نهاية العام الجاري سيكون لكتلة الأحرار موقف يجبرها على الرحيل». وتباينت ردود فعل السياسيين حول طبيعة الرسالة التي بعثها الصدر من خلال الاستعراض. وقالت النائب عن «القائمة العراقية البيضاء» عالية نصيف في تصريح إلى «الحياة» إن «الاستعراض، وإن كان مدنياً وبعيداً عن المظاهر المسلحة لكنه قد يدفع البعض إلى اتخاذه حجة لدعم تمديد بقاء القوات الأميركية في العراق. فضلاً عن أنه اضعف هيبة الحكومة والقوات الأمنية أمام المجتمع الدولي الذي تعود أن تكون الاستعراضات للقوات الرسمية والنظامية. أما الرسالة الأخرى فكانت إلى الأميركيين ومفادها أننا قادرون على مسك الوضع الأمني بعد رحيلكم وهذه الرسالة كان يجب أن تصدر عن الجيش». وقال النائب علي شبر من «المجلس الأعلى» إن الاستعراض نشاط شعبي». وأضاف:»في أي بلد محتل تكون هناك ميليشيات ومواقف وتحد لإظهار قوة هذه الجهة أو تلك، ونحن اليوم مطالبون بتنفيذ الاتفاق الأمني واحترام الوقت وبنود هذا الاتفاق، كي لا نعطي مسوغاً لبقاء القوات الأجنبية. عندما يكون البلد تحت الاحتلال يشعر بالحاجة إلى المقاومة والدفاع عن نفسه». ولفت إلى أن «الشارع العراقي اليوم يعيش حالاً من التحدي والبعض يرى أن القوات الأميركية لن تنسحب إلا عبر تعاضد كل الكتل السياسية والمقاومة «. لكن النائب السابق عن التركمان وليد شركة قال في تصريح إلى «الحياة» إن «استعراض جيش المهدي لم يفلح في إيصال رسالته فالوضع الحالي لا يتحمل أن تقوم كل جهة باستعراض عضلاتها سنعود إلى المربع الأول والحرب الطائفية وأجندات مرتبطة بدول الجوار». واقترح «تنظيم هذه الأمور بقوانين فالكل لديه تمثيل في البرلمان». إلى ذلك، أكدت قيادة العمليات في الرصافة أن «الخطة الأمنية الخاصة باستعراض جيش المهدي اليوم (امس) نفذها لواء مشاة كامل». وقال اللواء الركن سعد عاتي الحربية، معاون قائد العمليات، في تصريح إلى «الحياة» إن «طريقة تنظيم الاستعراض كان لها دور كبير في نجاح الخطة الأمنية».